سوء الظن يعني اتهام شخص أو مجموعة من الأشخاص بشيء ليس فيه مثل الخيانة أو لربما بالسرقة، وفيه يملأ الشخص قلبه بسوء الظن تجاه الآخرين، ويُعرّض ذلك الشخص لخسارة محبة الآخرين.
قصة الرسام والخباز والجزار
في قرية صغيرة حيث يساعد فيها الكبير الصغير والغني يقف لجانب الفقير، كان هناك رسام وخباز وجزار، حيث كان الرسام شخص موهوب بلوحاته الفنية الجميلة الأمر الذي يجعل الكثيرون يأتون من خارج تلك البلدة لشراء تلك اللوحات، وقد كان الرسام يجمع الكثير من المال من جرّاء شرائهم لتلك اللوحات الجميلة.
وفي يوم من الأيام كان هناك شخص اسمه أحمد ذهب الى ذلك الرسام وقال للرسام: لماذا لا توزع من مالك لأهل القرية الفقراء؟ فأنت تحصل على كثير من النقود مقابل تلك اللوحات التي تقوم برسمها، انظر إلى الخباز والجزار وبالرغم من أن وضعهم المادي غير مجزي الا إنهم يساعدون الفقراء ويوزعون مما يرزقهم الله.
الرسام بدوره لم يعطي أي جواب؛ واكتفى بالصمت أمام أحمد الأمر الذي أشعر أحمد بالسوء، وقد ظن بأن الرسام يملك المال، ولكنه لا يرغب بمساعدة الفقراء، شعر أحمد بخيبة الأمل، ثم ذهب ذلك أحمد لأهل البلدة وأخذ يُذيع بينهم بأن الرسام لديه الكثير من الأموال والمجوهرات وأنه طلب منه أن يساعد الفقراء، لكنه لم يستقبله حتى بكلمة واحدة وعلى الجميع مقاطعته.
وبعد فترة وليست بقصيرة أصيب الرسام بمرض لم يستطع حينها الرسم وبعد أيام توفي الرسام، والأمر الذي أدهش أحمد أنه وبعد وفاة ذلك الرسام انقطع الجزار والخباز عن مساعدة الفقراء.
في تلك الفترة ذهب أحمد الى الجزار والخباز وسألهم عن سبب مقاطعتهم للفقراء وعدم توزيع المال عليهم ومساعدتهم، وفي هذه اللحظة كانت المفاجئة حيث تفاجئ أحمد عندما رد عليهم بأن المساعدة التي كانوا يحصلون عليها ويذهبون فيها للفقراء كانت جميعها من الرسام.
قال أحمد: ماذا؟ ماذا تقولون وأنا قبل وفاته بفترة وجيزة سألته بأن يساعد الفقراء؟ ولم يجبني بأي جواب وفي فترتها ظننت بأنه لا يريد المساعدة. انني خجل من نفسي، وقال أحمد لنفسه: “إن بعض الظن إثم” لقد استعجلت عندما حكمت عليه بالبخل، وأنه لا يريد المساعدة بالرغم من أنه يمتلك الكثير من المال.
وهذا هو حال البشر لا يصدقون حتى يرون بعينهم ما يريدون، فسوء الظن من الأمور القبيحة وغير المرغوب بها ولا تأتي إلا بالسيئات وحمل وِزر الآخرين، حيث قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم” سورة الحجرات، الآية 12، ومن هنا فإن سوء الظن يجلب الحزن والآثام.
قصة دينية للأطفال حول سوء الظن بالآخرين
في يوم من الأيام وعندما انتهت حصة الرياضة في الباحة، طلب الأستاذ من جميع الطلاب العودة للصف وتبديل ملابس الرياضة، وجميع الطلاب بدلوا ملابسهم عدا عمار الذي لم يجد قميصه الجديد، في تلك الفترة بحث جميع أصدقاء عمار عن القميص ولم يجدوه.
بقي الجميع يبحث ويسأل عن ذلك القميص ولم يجدوه، هناك أحد أصدقاء عمار من شكّ بصديقه عامر فقال لعمار: من الممكن أن يكون عامر من أخذ القميص وأخفاه، وعندما زاد الشكّ عندهم ذهبوا للأستاذ وقالوا له عن عامر بأنه هو من أخذ ذلك القميص.
الأستاذ بدوره طلب من عمار وصديقه بأن لا يكسبوا إثم نتيجة شكّهم بصديقهم عامر؛ لأن سوء الظن بالآخرين غير جائز ويجلب السيئات، وفي اليوم التالي جاء عامر وهو يحمل قميص عمار وقال له: لقد وجدت في البارحة القميص مُلقى في الساحة، وناديت عليك لكنك لم تسمعني لذا قررت الذهاب للبيت بالقميص وقررت أن أحضره إلى هنا اليوم.
قال الأستاذ: دعونا نتحدث عن كيفية التخلص من سوء الظن بالآخرين يا طلابي الأعزاء، ويكون ذلك عن طريق ما يلي:
- العمل على إزالة الشكوك من النفس؛ لأنه يجب على المسلم إزالة الشكوك من النفس الإنسانية.
- احسان الظن بالله تعالى والثقة الكافية بالله تعالى.
- تحمل أقوال مسيء الظن، فليس هناك أدق ولا أجزل من ظنّ الناس بالسيدة عائشة في حادثة الإفك وما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم سوى الصبر والتحمل وكان عليه أفضل الصلاة والسلام ثقته بعائشة رضي الله عنها أكبر من كل ما تحدث به هؤلاء المُشكّكين.
- التحقق مما نسمع والتأكد قبل الحكم على الآخرين، وذلك بمجرد الظّن فيهم.
- النية الحسنة في كل ما يُسمَع ويُقال، فلا يجب أخذ الأمور من ظاهرها بل يجب التأكد وسؤال أهل العلاقة في الأمر المشكوك فيه.
- الابتعاد عن كل من يحاول زرع سوء الظن بالآخرين وزرع الشر من خلال إساءة الظن بالآخرين.
وأخيراً على الجميع الثقة المطلقة بالله، وبأنه سيظهر الحقائق ويُحقّ الحق على الملأ حتى وإن مات الشخص مثلما حدث في القصة مع الرسام.