الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو وسيلة وطريقة من طرق عمل الخير وترك المنكرات وهي أسلوب جيد لمنع الشهوات وترك المعاصي وفعل الخيرات، فالأمر بالمعروف لا يعني التمسك بالرأي والتعصب له بل اتباع طريقة اللين.
قصة الشاب الذي اهتدى وهو في الملهى
جاءت قصة ذلك الشاب عندما رآه أحد أهل البلدة وسأل عنه ومن الذي جعل منه رجل تقي وملتزم بأصول الدين الإسلامي فجاء أحدهم وذكر قصة هداية ذلك الشاب.
إنه في يوم من الأيام جاء شيخ للبلدة وكان يود أن يعطي درس في مسجد البلدة، الغريب في الأمر أن ذاك الشيخ وجد المسجد خال من الشباب والموجودين في المسجد عدد قليل، فسأل الشيخ أين شباب البلدة؟
نهض أحد الجالسين من مكانه وأخبر الشيخ بأن الشباب يبقون في الملاهي والمراقص ولا يهتمون بالصلاة ولا بأصول وقواعد الدين الحنيف.
قال الشيخ: باستغراب وماذا تعني الملاهي؟!
أجاب أحد الجالسين: هو مكان كبير تخرج إليه وتظهر فيه الفتيات على خشبة ويبدأن بالرقص والشباب ينظرون اليهن ويُفتنون بجمالهن وصوتهن.
قال الشيخ: هل فيهم من الشباب المسلمين؟
قال أحدهم: أكثرهم من شباب المسلمين.
قال الشيخ: غدًا سأذهب لتلك الملاهي، ولكني أريد من أحدكم أن يوصلني إلى ذلك المكان الذي يسمى الملاهي.
قال الناس وبكل دهشة: تود الذهاب لذلك المكان!
لكن الشيخ أجاب بأنه يود أن يذهب لكي ينهاهم عن هذا الفعل المنكر.
لكن الناس نصحوه بأن لا يذهب لتلك الملاهي؛ لأنه سيواجه السخرية والاستهزاء من قبل الموجودين في ذلك المكان.
قال الشيخ: وهل نحن أفضل من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي تحمل المعاناة والقسوة من أجل الدعوة الإسلامية وهو أشرف الخلق.
لقد كان الشيخ يُصّر على الذهاب للمرقص، وما هي إلا لحظات ووصل الشيخ للمرقص، وأخذ الجميع يتساءل من هذا؟ وماذا يريد من هذا المكان؟
جاء صاحب المرقص وسأل الشيخ: من أنت؟ وماذا تريد؟
قال الشيخ: أنا مَن أَصر للمجيء لهذا المكان لأرى شباب المسلمين وماذا حلّ بهم؟
حاول صاحب الملهى أن يمنعه من الدخول؛ لأنه يرغب أن يجمع المال من هذا المكان وحتى لو كان بالفاحشة.
لكن الشيخ أصر على الدخول للملهى ودفع لصاحب الملهى مبلغاً كبيرًا من المال، ما كان يغطي عمله اليومي.
وافق صاحب الملهى على دخول الشيخ، لكنه طلب منه أن يأتي في اليوم التالي ساعة العرض.
في اليوم التالي وعندما جاء الشيخ بدأ بالبسملة، وحمد الله على نعمة الإيمان، لكن الشباب بدأت الدهشة تعلو على وجوههم من كلام الشيخ، في البداية سخر الجميع من كلام الشيخ وذهبوا يستهزأون به.
لكن فجأة وبدون تردد وقف أحدهم وأوقف الشباب عن نوبة الضحك والاستهزاء التي بدت في المرقص.
بالفعل سكت الجميع ولم يكن بالمرقص سوى صوت الشيخ الذي يترنم بآيات قرآنية، وأخذ يعظ الشباب للعودة للدين الإسلامي وأن يبتعدوا عن الفواحش وعمل المنكر.
وكان من ضمن الكلام الذي قاله الشيخ أنه بدأ يتحدث عن الأعمال والصحائف التي تُسجل فيها أعمال الإنسان.
لقد قال أحدهم إذا كنتم لا تطيقون نار الدنيا فكيف لكم أن تتحملوا نار الآخرة، ودعا الجميع ليتوبوا قبل فوات الأوان وأن يتراجعوا عن عمل المنكرات.
كان من ضمن الأفراد الذين تابوا على يد الشيخ الشاب سامر، بالفعل تاب الشاب سامر عن عمل السيئات وقد أصبح من أوائل المصلين في المسجد.
وهكذا فقد كان الشيخ مثالاً للشخص الذي تُضرب به الأمثال للشخص الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.