اقرأ في هذا المقال
العمل الصالح هو كل عمل محمود من الخالق والمخلوق، يقوم به الفرد ليكسب مرضاة الله، والعمل الصالح يتضمن إما مساعدة الآخرين أو طاعة الوالدين والعناية بهم، أو لربما يكون عن طريق صدقة يدفعها الرجل الغني للرجل الفقير.
قصة الأصدقاء الثلاثة والعمل الصالح وأثره في تفريج الكروب
في يوم من الأيام كان هناك ثلاثة أصدقاء يسيرون في غابة كبيرة، وكانت تلك الغابة مليئة بالأشجار الصغيرة والكبيرة، كما كان في تلك الغابة صخور كبيرة، وبينما الشباب الثلاثة سائرون في الغابة وإذ هناك مغارة كبيرة.
حاول الشباب الثلاثة استكشاف ما بداخل المغارة وكم هو عمقها من الداخل، وفجأةً عندما دخل الشباب الثلاثة للمغارة وإذا بصخرة كبيرة تنحدر من أعلى الجبل وتسدُّ باب المغارة.
في البداية خاف الأصدقاء الثلاثة من ذلك الصوت الذي سدّ باب المغارة ظناً منهم أنهم علقوا داخل المغارة، وأشار أحدهم على أصدقائه أن يدعو كل واحد منهم الله بعمل صالح قاموا به عسى الله أن يفرج كربتهم.
قال الأول: اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أبدي عليهم أحد لا ولد ولا زوجة ولا قرابة، ولا مال، وتابع هذا الشاب وقال أنه في يوم كان أبواه جائعان وكذلك أبناءه، وإذا بنعجة تمر من عندهم وجاء بالنعجة وحلبها، لكنه عندما انتهى من وضع الحليب في القدح انتظر حتى يستيقظ أبواه من النوم وأولاده من حوله يتضرعون عطشاً وجوعاً لكنه أبداً لم يترك القدح حتى يستيقظ والديه ويشربوا من القدح أولاً.
وأضاف قائلاً: اللهم إن كنت فعلت ذلك إرضاءً لوجهك الكريم يا رب فكّ كربتنا وأخرجنا مما نحن فيه.
وبالفعل ما إن انتهى الرجل من الدعاء حتى فتح الله من تلك الصخرة شيء بسيط لم تمكنهم من الخروج من تلك المغارة.
أما الآخر فقال: اللهم لقد كانت لي ابنة عم وكنت أحبها دون النساء، وفي يوم أعطيتها من المال مقابل أن أقترب منها، وقال عندما أردت أن أخلو بها وطلبت منها أن تقترب مني، فقالت له ابنة عمه اتق الله يا ابن عمي والله لا تخلو بي إلا بشرع الله، وبالفعل تركتها، وقلت لها أنت حرة طليقة، فاللهم إن كنت فعلت ذلك إرضاءً لك ولوجهك الكريم فاللهم ففك علينا كربتنا.
وبالفعل تحركت الصخرة، لكن الصخرة لم تفتح إلا شيء قليل ولم يستطيعوا الخروج من تلك الصخرة.
أما الشاب الثالث وقال: اللهم أني استأجرت رجال ليعملوا عندي وكنت قد أعطيت جميع الرحّال أجرتهم لكن نسيت أن أعطي أحدهم الأجرة، وفي يوم جاء أحدهم وذكرني بأنني لم أعطه أجره وقلت له خذ كل المال الذي عندي، فقال ذلك الرجل لماذا تستهزئ بي؟ فقال له لا أنا لا أستهزأ بك. فأخذ الرجل المال وذهب، اللهم أن كنت قد فعلت ذلك إرضاءً لوجهك الكريم فافرج علينا ما نحن به.
وإذا بالصخرة قد فتحت وسجد الرجال الثلاثة شكراً لله وحمداه على ما أنعم عليهم من نعمة العمل الصالح.
قصة الأخوين التوأمين والعمل الصالح
كان عمر ونادر أخوين توأمين على الرغم من أنهما ولدا في نفس اليوم ونفس اللحظة، إلا أنهما يختلفان في الطباع والأخلاق.
عمر كان يؤثر مصلحته الشخصية على كل شيء، لكن نادر كان شخص يحب المصلحة العامة على مصلحته الشخصية فقد كان نادر طيب القلب، حيث كان يهتم بمصالح والديه ويساعدهما في أعمال المنزل كما كان نادر يهتم كثيرًا بأجداده.
وفي يوم من الأيام قررت المدرسة وفي العطلة المدرسية أن يذهب الطلاب في رحلة مدرسية للغابة القريبة من البلدة، وكانوا قد قاموا بالرحلة لمدة ثلاثة أيام.
في اليوم الأول من الرحلة عاش الطلاب والأساتذة في جو جميل من لعب ومرح وسرور، لكن في اليوم التالي ولسوء الحظ فقد تاه عمر في الطريق عن أخيه نادر، وبدأ يبحث عمر عن أخيه نادر، في طريق بحثهم كان عمر قد وجد رجل عجوز وطلب الرجل العجوز من عمر أن يطعمه أي شيء يسد رمقه لكن عمر رفض.
واستمر عمر في طريقه وإذا ببنت صغيرة وهي عائدة للبيت رجلها قد كسرت، ووجدت عمر وطلبت منه المساعدة لكنه رفض أيضاً مساعدة تلك البنت.
أما نادر فقد كان هو الآخر يبحث عن أخيه عمر، ولم يرضا أن يعود للبيت دون أخيه عمر وفي الطريق الأخرى وجد نادر ما وجد عمر في الطريق لكن نادر ساعد الرجل العجوز وأطعمه، كما أنه وجد البنت في طريق وساعدها حتى أوصلها للبيت.
شكر الرجل العجوز نادر على ما قام به من مساعدة له ولابنته وطلب من نادر أن يبقى عندهم في تلك الليلة، ومن ثم سيذهب هو والرجل العجوز ليبحثا عن عمر.
وافق نادر على طلب الرجل العجوز، وفي الصباح خرج نادر مع الرجل العجوز وابنته ليبحثا عن عمر أخو نادر، وقسموا أنفسهم ليذهب كل منهم باتجاه.
أول من وجد عمر كانت الفتاة وعندما وجدت عمر كانت غاضبة لا تود الحديث مع عمر، لكن عمر اعتذر منها وطلب منها أن تسامحه على ما اقترف من ذنب، وسمع الرجل العجوز ونادر الكلام الذي دار بينهم.
وقال: سامحيه يا ابنتي فأخوه نادر هو من ساعدك لذلك يجب عليك أن تسامحيه، فقالت الفتاة لقد سامحته يا والدي، لكن عليك أن تتحلى يا عمر بصفات أخوك نادر تساعد الآخرين لكي يساعدوك وقت حاجتك.
وعد عمر أخاه والرجل العجوز وكذلك الفتاة بأن يعطي أهمية لمصلحة الناس ويقدمها على مصلحته الشخصية، وهكذا فإن الشاب عمر قد تعلم درسًا بأن العمل الصالح لا يضيع هباءً ورأى أن أخاه نادر لأنه ساعد الناس لم يكن وحيدًا ووجد من يساعده.