الفطرة هي كل ما يولد به الإنسان دون تغيير، وذلك منذ خروج الطفل إلى الدنيا، فالطفل في هذا الوقت لا يحمل أي صفات أو كلمات تقوم بتنسيبه لبيئة معينة، بل إن علينا معرفة أن كل ما يحمله الطفل في ذلك الوقت هو الصفات البيولوجية الموروثة جينياً.
قصة دينية للأطفال عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها
في بيت تملؤه السكينة والطمأنينة كانت العائلة بانتظار فرحة جديدة، وهي مولود جديد للأسرة والكل متلهف لرؤية الضيف القادم لتلك الأسرة، وبينما كان أحمد والذي يبلغ العاشرة من عمره مع والديه يشاهدون برنامجًا تلفزيونيًا حول المولود والفطرة؛ ولأن أحمد كان في مقتبل العمر فلم يكن يهتم في إلا باللعب.
ولكن في تلك اللحظة عندما كان أحمد يشاهد مع والديه البرنامج التلفزيوني الذي يتناول ولادة الأطفال ويرى الصور الجميلة لهؤلاء الأطفال والشيخ كان يُبين لهم عن ولادة الأطفال وتخلّقهم في رحم أمهاتهم وكيف أن كل شخص يولد على الفطرة.
قال أحمد: لكن ماذا كان يعني الشيخ بالفطرة؟
الأم: الفطرة يعني الشيخ يا بني بالفطرة الدين الإسلامي الذي يولد عليه الإنسان عليه، فالإنسان يولد على فطرته تعني التي فطر الله الناس عليها.
الأب: سنصلي العصر وأحكي لك قصة جميلة وذات مغزى عن الفطرة يا بني، وبعد أن انتهى الجميع من صلاة العصر جماعةً بدأ الجميع يتمنون القبول من الله تعالى.
قال أحمد: هيا يا أبي قصَّ علي القصة التي وعدتني بها يا أبي لأنني أرغب كثيراً في سماع تلك القصة فالحديث يبدو مشوقاً بدأ الأب بتأكيد مفهوم الفطرة، حيث قال: نعم وكما قالت والدتك فإن الفطرة هي الإسلام، ثم تحدث عن الصحابي الجليل عمرو بن الجموح لقد كان هذا الصحابي الجليل سيداً من سادات الأنصار وكان لهذا الأنصاري صنمًا خاصًا به.
وقد كان هذا الصحابي الجليل قبل إسلامه يجلس ويسجد للصنم ويتقرب منه، وكان ذلك الصنم أحب إليه من أولاده وأهل بيته ظناً منه أنه يُحقق له كل ما يتمنى وبالرغم من أن الصنم كان مصنوعًا من الخشب إلا أنه كان يُعظمه كثيراً ويطلب منه المساعدة وقت الحاجة.
لقد بقي عمرو بن الجموح على هذه الحال حتى بلغ الستين من عمره، في ذلك الوقت وعندما بُعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى مكة المكرمة، أرسل الصحابي مصعب بن عمير لهداية الناس وإخراجهم من عبادة الأصنام الى عبادة الله وحده.
في ذلك الوقت وعندما بُعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة، أسلم ثلاثة أبناء من عمرو بن الجموح ومع زوجته دون أن يعلم.
وعندما أسلموا طلب الأولاد من أبيهم بأن يحضروا ذلك الداعية، أي مصعب بن عمير، لكن والدهم رفض حتى يستشير مناف (الصنم الخشب) فينظر ماذا سيقول.
وعندما عرضوا عليه وقال لهم بأنهم سيستشير مناف وبالفعل نهض عمرو وذهب إلى مناف ليستشيره، وعندما وصل هناك وجد الناس يصلون ويسجدون للأصنام وعندما ينطق الصنم يكون هناك عجوز خلف الصنم يوهم الناس بالإجابة عن أسئلتهم.
لقد كانت إحدى رجليّ عمرو بن الجموح أقصر من الأخرى، فأتكأ على الصنم ليقدسه، ثم خاطب عمرو مناف وأخبره: هل سمعت بالرجل القادم والذي يدعو لعبادة الله وترك عبادة الأصنام أشر علي يا مناف.
وأبناء عمر أقبلوا إلى مناف وألقوه في الحفرة وقد كانت الحفرة مليئة بالقذارة والأوساخ، بينما والدهم في سبات عميق يتقلب في فراشه.
وعندما استيقظ عمرو في الصباح دخل إلى الغرفة الخاصة بالآلهة ولم يجد الصنم وصاح من اعتدى على آلهتي وسرقها؟ وجميع من في البيت فزعوا على صوت عمرو ولم يجيبوا بشيء وفي تلك اللحظة ذهب ليبحث عن آلهته ووجدها أخيراً وقد تكسرت وأُلقِي بها في الحفرة.
في تلك اللحظة وعندما وجده اعتذر من الصنم، وجاءت الليلة الثانية فأقبل أبناء عمرو إلى مناف مرة أخرى وحملوه وألقوا به في الحفرة وكرر الأولاد هذا العمل أكثر من مرة وفي المرة الأخيرة وضع عمرو السيف في رقبة الصنم أي في رقبة مناف، وطلب منه أن يدفع عدوه عنه ويدافع عن نفسه.
في تلك اللحظة أتى الليل وحمل الفتية الصنم وألقوه في البئر النتن، وعندما أصبح عمرو أخذ يبحث عن مناف فلما رآه على هذا الحال في البئر، قيل أنه قد دخل في الإسلام وقال: “أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله” لأنه لو كان يضر أو ينفع لدافع عن نفسه، ومنذ ذلك الوقت أخذ يتسابق مع الصالحين في ميادين الدين الإسلامي.
وهكذا علينا يا بني في النهاية أن نعرف بأن الفطرة هي الدين الإسلامي، ومهما كان دين الشخص فالشخص سيعود لفطرته مهما بلغ من العمر، وقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مولود يولد الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” هذا دليل على أن الفطرة تعني الدين الإسلامي الذي يولد عليه الطفل.