التوكل يعني الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله في كل نواحي الحياة؛ لأن الله هو الوحيد الذي يعتمد عليه في كل أمور الحياة، والتواكل المقصود به الاعتماد على الله دون عمل، وفيه ينتظر الشخص النتيجة دون عمل مثل المريض الذي يريد أن يشفى المرض دون رؤية الطبيب ومن غير دواء، وهذا ما يعرف أيضاً بالتقاعس.
قصة دينية للأطفال حول الفرق بين التوكل والتواكل
كان هناك رجلاً كبيراً في العمر، ومعظم الناس في البلدة يرجعون إليه من أجل سؤاله عن بعض الأمور التي يختلفون في الرأي بها، وفي يوم من الأيام وبينما كانت القرية ساكنة إذ ببعض السكان يصرخون وينادون بصوت عالٍ.
والأمر كان مُخيف، إذ كان الطوفان قد أصاب تلك البلدة، وزادت مخاوف أهل تلك البلدة وكان الذي يمتلك قارب يذهب خارج تلك القرية.
وفي تلك الأثناء بعض سكان هذه البلدة تذكروا ذلك الرجل وأخبروه بأن يخرج معهم في القارب، لكن الشيخ رفض وبقي يدعو الله، والطوفان بدأ يقوى، وجاء أناس آخرون إلى ذلك الرجل ليخرج معهم، لكن دون فائدة أيضاً ولم يستطيعوا إقناع ذلك الرجل.
ثمّ جاء للمرة الثالثة مجموعة من الناس الذين يركبون القارب وقالوا له: هيا أخرج معنا لم يبقى معنا مُتسع من الوقت، لكن الرجل بقي مُصرّ على رأيه وبقي جالساً ويدعو الله وقال: لن أخرج.
في تلك الفترة اشتدّت قوة الطوفان وأخذ كل من في القرية بالمغادرة في القوارب ويقي ذلك الرجل، وفجأةً انتهى ذلك الطوفان الأمر الذي جعل الناس يعودون لبيوتهم، وذهب أحدهم ليرى ماذا حصل لذلك الرجل هل نجا أم لا.
لقد وجدوا الرجل قد أصبح عبارة عن جثة هامدة، فاندهش الناس لماذا حصل هذا مع الرجل، مع أنه رجل متدين.
ولكن جاء شاب متدين في مقتبل العمر وقال لهم: إن الله قد أنقذه أكثر من مرة لكن ذلك الرجل رفض.
قال الناس: لكن كيف كان ذلك؟ قال الشاب: ألم يأتي لذلك الرجل أشخاص لمساعدته ولكنه رفض؛ لأنه كان يظن بأنه متوكل على الله، لكنه لم يعلم بأن ذلك يسمى التواكل ولم يأخذ بالأسباب ويحاول النجاة. حيث قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً” رواه الترمذي.
وهكذا أيها الناس فإن الله تعالى قد بعث من ينقذ ذلك الرجل، ورفض وظلّ مصمماً على قوله، ورفض النجاة من ذلك الطوفان.