قصة عجوز القرية

اقرأ في هذا المقال


السعادة الحقيقية أن تعيش كل يوم بأمل جديد فهي لا تأتي بالظروف أو الأشخاص، بل هي تنبع من داخل الشخص، وفي حقيقة الأمر فهي قرار داخلي، هذا ما حدث مع عجوز القرية الذي أمضى عمره بالبحث عن السعادة، ولكن في الوقت الذي قرّر أن يسعد بنفسه وظروفه، توقّف بالبحث عنها ووجدها بداخله.

قصة عجوز القرية

في إحدى القرى يسكن عجوز في منزله الصغير، وكان هذا العجوز ليس بالرجل ذو الخبرة والحكمة، بل كان عجوز لا يحب رؤيته أي أحد؛ والسبب في ذلك أنّه كان كثير الشكوى والتذمّر من كل شيء، ودائماً يرى نفسه بأنّه يعيش حياة تعيسة للغاية، فلا يجده جيرانه أو أقاربه في يوم من الأيام بمزاج جيّد.

وكلمّا كان العمر يمرّ بهذا العجوز يزداد سوءاً وسلبية في حياته، لذلك بدأ يصبح وحيداً؛ وهذا لأنّ مشاعره السلبية تلك بدأت تصبح معدية للآخرين، فلا يجد أي شخص يجلس معه أي سعادة أو تسلية، بل كان جلّ حديثه عن تعاسته وحزنه في الحياة.

ظلّ العجوز وحيداً بلا أشخاص ويبحث عن السعاة في كل مكان ولا يجدها، حتّى وصل العجوز لعمر الثمانين وفي ذلك الوقت قرّر أحد الأشخاص زيارة هذا العجوز الوحيد للاطمئنان عليه، لأنّ الناس كانوا لا يسمعون أي خبر عنه، وعند عودة هذا الرجل من زيارة العجوز روى لهم ما لم يصدقّونه.

قال لهم الرجل: لقد رأيت هذا العجوز لأوّل مرة سعيداً بحياته، ولا يشكو أو يتذمّر، بل كانت ملامح الرضا والراحة تظهر على وجهه، تفاجأ الناس كلّهم من حديث هذا الرجل وقرّروا زيارة العجوز ليتأكدّوا من كلامه.

وفي اليوم التالي ذهب مجموعة من جيران العجوز في زيارة لمنزله، وعندما دخلوا وجدوه جالساً وكان يبدو عليه أنّه مستمتعاً في حياته، وأن كلام هذا الرجل كان صحيحاً، وعندما سأله أحد الموجودين وقال له: لقد أمضيت عمراً طويلاً في الشكوى والتذمّر، ولكن نحن نراك الآن وأنت في عمر الثمانين وكأنّك تبدو سعيداً، هل مللت الشكوى أم ما الذي حلّ بك؟

نظر له العجوز وقال: إنّ الأمر أبسط ممّا تظنّون؛ لقد أمضيت عمري أبحث عن السعادة ولم أجدها؛ لذلك قرّرت أن أعيش لوحدي من دونها، لذلك أنا الآن لا أبحث عن شيء ولذلك ستجدونني دائماً سعيد ومبتسم.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: