كيف يستدل المسلمون على دخول شهر رمضان

اقرأ في هذا المقال


رمضان، شهرُ الرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ من النارِ، يُطلّ علينا كلّ عامٍ حاملاً معهُ نسائمَ الإيمانِ والروحانياتِ. ولكن، كيفَ يُحدّد المسلمون بدايةَ هذا الشهرِ المُبارك؟

طرق إثبات دخول شهر رمضان

1- طلب رؤية الهلال

يشرع ترائي الهلال في اليوم التاسع والعشرين ليلة الثلاثين (وذلك احتياطاً للصوم وحذراً من الاختلاف)، ومن أهل العلم من يعبر باستحباب ذلك، ومنهم من يعبر بأنه فرض كفاية. يشترط في الرائي لهلال رمضان عدالته وقوة بصره.

الأدلة:

١ – عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين). “أخرجه البخاري ومسلم.”

٢ – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحصوا هلال شعبان لرمضان).

٣ – عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره، ثم يصوم لرؤية رمضان، فإن غم عليه عد ثلاثين يوماً ثم صام).

٤ – وقد حرص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته على رؤية هلال رمضان فكانوا يتراءونه:

أ – فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصامه، وأمر الناس بصيامه)).

ب – وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كنا مع عمر بين مكة والمدينة، فتراءينا الهلال، وكنت رجلاً حديد البصر، فرأيته وليس أحدٌ يزعم أنه رآه غيري – قال – فجعلت أقول لعمر أما تراه؟ فجعل لا يراه – قال – يقول عمر: سأراه وأنا مستلقٍ على فراشي)).

2- إكمال شعبان ثلاثين يوماً

أ-  إذا لم تثبت الرؤية في التاسع والعشرين، إذا لم تثبت رؤية هلال رمضان في التاسع والعشرين من شعبان، فإننا نكمل شعبان ثلاثين يوماً، سواء كانت السماء مصحية أو مغيمة، وهو قول عامة أهل العلم.

الدليل: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمّ عليكم، فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)).

ب- حكم صوم يوم الثلاثين من شعبان احتياطاً لرمضان، لا يجوز لأحدٍ صوم يوم الثلاثين من شعبان، احتياطاً لرمضان، إلا إن وافق صوماً كان يصومه.

الدليل من القرآن: عموم قوله تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )… [البقرة: ١٨٥] وهذا لم يشهد الشهر وصامه، فهو متعدٍّ لحدود الله عز وجل.

الدليل من السنة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه)). أخرجه البخاري ومسلم.

 – وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الشهر تسعٌ وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)). أخرجه البخاري ومسلم.

وجه الدلالة: أن هذا أمر، والأصل في الأمر الوجوب، فإذا وجب إكمال شعبان ثلاثين يوماً، حرم صوم يوم الشك.

3-  الحساب الفلكي

لا يجوز العمل بالحساب الفلكي، ولا الاعتماد عليه في إثبات دخول رمضان.

الأدلة:

أولاً: من السنة:

أ – عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غمي عليكم، فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)). أخرجه البخاري ومسلم.

ب – عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال: ((لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له)). أخرجه البخاري ومسلم.

شرح الدلالة:

أ – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الحكم بالهلال معلَّقاً على الرؤية وحدها؛ فهي الأمر الطبيعي الظاهر الذي يستطيعه عامة الناس، فلا يحصل لبس على أحد في أمر دينه، كما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنا أمة أمية لا نكتب، ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا)) يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين، أخرجه البخاري ومسلم.

ب – أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين إذا كان هناك غيم ليلة الثلاثين أن يكملوا العدة، ولم يأمر بالرجوع إلى علماء الفلك، وقد جرى العمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة رضي الله عنهم على ذلك، ولم يرجعوا إلى علماء النجوم في التوقيت، ولو كان قولهم هو الأصل وحده، أو أصلاً آخر مع الرؤية في إثبات الشهر لبين ذلك، فلما لم يُنقَل ذلك، بل نُقِلَ ما يخالفه، دل على أنه لا اعتبار شرعاً لما سوى الرؤية، أو إكمال العدة ثلاثين في إثبات الشهر، وأن هذا شرع مستمر إلى يوم القيامة.

ج – الرؤية في الحديث متعدية إلى مفعول واحد، فكانت بصرية لا علمية.

د – كما أن الصحابة فهموا أنها رؤية بالعين، وهم أعلم باللغة ومقاصد الشريعة من غيرهم

اقرأ المزيد: أدعية تقال قبل رمضان.


شارك المقالة: