مما جاء في رحمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

اقرأ في هذا المقال


ممّا جاء في رحمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:

إنَّ لكل شخص منّا قدوة في حياته، ونحن كمسلمين قدوتنا في حياتنا هو الحبيب المصطفى محمد صلّى الله عليه وسلم، لأنَّ الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام اتصف بكل الصفات الكريمة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، فالرسول محمد هو المنهج الصحيح في كل شئ، وأنَّ كل ما كان يقوم به النّبي هو صحيح لا محاله، فيجب علينا أن نقتدي بكل ما كان يقوم به الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم.

فمهما تحدثنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعن صفاته وعن أخلاقه فلن نستطيع أن نعطيه ولو جزءاً بسيطاً من حقه عليه الصلاة والسلام، يكفي أنّه ممدوح من قِبَلِ الواحد الأحد والذي وصفحه بأنّه صاحب خلق عظيم، فالرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم يملك من الصفات العظيمة والجليلة والكريمة التي جعلت كل من يراه ويجالسه يعشقه ويحبه، فحتى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم عجزوا عن وصف دقيق لخير الخلق والمرسلين من شدة عظمة صفاته وكرمه ومكانته وخلقه العظيم . ومن الأعمال التي يجب علينا أن نتعلمها منه هو رحمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

    كان من ميزات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو اتصافه عليه الصلاة والسلام بصفة الرحمة، وهي الصفة التي كانت من أكثر الصفات التي أحبها الناس في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لأنّ رحمة النبي كانت تختلف عن رحمة الناس، لأنّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانت الصفة الرحمة فيه موهوبة من الله سبحانه وتعالى عندما أرسله ليكون رحمة للناس برسالته السماوية حتى يخرج الناس من طريق الظلال والظلمات الذي كانوا يسيرون عليه إلى طريق النور والهداية، فقال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)….سورة الأنبياء: ١٠٧  

وقد وصف الرسول عليه وسلم نفسه بأنّه بعث للناس رحمة لهم ويعني بقوله أنه أرسل ليكون خير من يخرج الناس من طريق الجهل والظلال إلى طريق الحق والهداية، فقال عليه الصلاة والسلام: “بُعثت بالرحمة” رواه مسلم، وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: “إنما أنا رحمة مهداة ” رواه الحاكم وصحّحه ووافقه الذهبي.

إنّ صفة الرّحمة هو خُلقٌ حميد من الأخلاق الإسلاميّة الكريمة، وهي الصفة التي حثّ الدّين الإسلامي على فعلها وعلى الالتزام بها وأيضاً بمبادئها، والرحمة هي صفة وخلق الأنبياء عليهم السّلام، والرحمة في معناها هو فعل الإنسان للخير، وأيضاً تقديمه للآخرين، وأيضاً الإحسان إليهم، وقد ذكر مصطلح ومفهوم صفة الرّحمة في العديد من المواضع في القرآن الكريم، ويقدر عدد تلك المواضع بحوالي مائتي وثمانية وستين موضعاً، وأكثر تلك المواضع جاءت من حيث صيغة الأسماء، مثل قول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، ومنها أيضاً ما جاء في اللغة من حيث الأفعال، مثل قول الله سبحانه وتعالى: (قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا)، ولفظ رحمة هو لفظ مشتقٌّ من الفعل رحم، وهو لفظ يدل على الرّقة وعلى اللّطف، وعلى الرّأفة، وأيضاً على العطف، ومن كان رحيماً بين الناس ومعهم رحمه الله تعالى في حياته، فقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “لا يرحم اللهُ مَن لا يرحم الناس ” متفق عليه.

وقال عليه الصلاة والسلام: “لا تُنزع الرحمة إلا مِن شقيّ ” رواه الترمذي وغيره ، ومن الدليل على رحمة الله سبحانه وتعالى بالناس التي تتصف بصفة الرحمة قال: “الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى: ارحمُوا مَن في الأرض يرحمْكم مَن في السماء”، (أي: على السماء وهو الله) رواه أحمد وغيره.

ومن مواقف رحمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو ما روي عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علـي، وعنـده الأقـرع بن حابس التميمي، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرة من الولد ما قبّلتُ منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ((مَن لا يَرحم لا يُرحم ))” متفق عليه.

وكانت من رحمة الرسول هو تقبيله عليه الصلاة والسلام للصبيان فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تقبّلون الصبيان، ولا نُقبّلهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَوَ أَملكُ لك أن نزعَ اللهُ الرحمةَ من قلبك ))” متفق عليه.

كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحيماً بالناس، وكان لا يأتيه أحدٌ إلّا وعدَه وأنجزَ له إن كان عنده، فعن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم“، رواه مسلم.  


شارك المقالة: