اقرأ في هذا المقال
فضل المحافظة على الصلاة في وقتها:
إنّ تعريف الصّلاة في اللغة يرتبط بتعريفها في الاصطلاح ويتبين ذلك ممّا يلي: أن الصّلاة في اللغة: أصلها الصّاد واللام والحرفُ المعتل، وتدل في ذلك على معنيين وهما؛ الأوّل: الاكتواء بالنّار وما شابهها من الحُمى، فيقال مثلًا: صلَى فلانُ العود بالنّار، والصِّلاء هو ما تُشعل به النّار وتوقد، والثّاني: وهو جنس من العبادات، وهو الدعاء، ومنه قول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: “إذا دُعِيَ أحدُكم إلى طعامٍ فلْيُجِب، فإن كان مفطرًا فليأكل، وإن كان صائمًا فليُصَلِّ“، والمُراد بقول: إن كان صائمًا فليُصَلِّ؛ أي: فليقم بالدّعاء لمن دعاه لتناول الطعام.
أما تعريف الصلاة في الشرع: هي عبادة فرضها الله تعالى على عباده المسلمين بحيث أن العبد المُكلف يؤديها بأقوال وأفعال مخصوصةٍ مُحدَّدة بشكل منضبط، وتُفتتح بالتّكبير، وتُختتم بالتسليم، وسُميت بالصّلاة؛ لأنّها تشتمل على الدّعاء والإخبات إلى الله؛ إذ إنّ الصلاة في حقيقتها وأصل معناها هي اسمٌ لكلّ دعاء.
فضل المحافظة على الصلاة في وقتها:
إنّ تأدية الصلاة في وقتها لها أجرٌ وفضل عظيم، فهناك بعض الأمور التي تنص على الحفاظ على الصلاة في وقتها وهي:
– الصلاة عبارة عن نور للمسلم في حياتهِ الدنيا، وأيضاً هي نورٌ له يوم يُبعث للحساب في الآخرة.
– في تأدية الصلاة تُمحى الخطايا وتُطهر النفس من الآثام والخطايا والذنوب، وتُكفر السيئات؛ لأن في الصلاة تغفر الذنوب جميعها، سواء كانت قبل الصلاة أو بعدها.
– أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.
– يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.
– تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول – صلّى الله عليه وسلّم.
– عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.
– سبب في استقامة العبد على أوامر الله تعالى، حيث تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ قال اللَّه تعالى: “وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَر“.
– وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
– يُعدّ المسلم في صلاة حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.
– يُعد المُصلي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه، وتبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مصلّاه.
من هم الفئات التي تسقط عنهم الصلاة:
إنّ من يُعفى من الصلاة هو الصغير سواء كان ذكراً أو أنثى، حتى يصلُ سنّ التّكليف، وتسقط الصّلاة عن المجنون حتى يعقل، كما أن الصلاة تسقط عن المرأة مدّة حيضها ونفاسها؛ فلا تجبُ عليها أداءً ولا قضاءً، ولا حرج على النائم حتى يفيق، ولكن تجب الصّلاة بحقّه قضاءً، ومثلهم يكون النّاسي.
أمور عملية للالتزام بالصلاة والمحافظة عليها:
يجب على المسلم أن يحرص على أداء الصلوات في وقتها، وعدم إهمالها أبداً، وهناك عدة عوامل لأجل الالتزام بالصلوات والمحافظة عليها ومنها ما يلي:
– أن يتوب إلى الله تعالى عما مضى من ترك الصلاة أو تقصيره فيها، فعليه أنّ يتوضأ الإنسان ويصلّي ركعتين وينوي بهما التوبة عن التقصير في الصلاة، وذلك لأجل الإستعانة بالله تعالى على مرحلةٍ جديدة من المحافظة على الصلاة في حياته اليومية.
– أنّ يبذل الوقت في التفكّر في عظيم خلق الله تعالى وقدرته واستحقاقهِ للعبادة والمحبة، وكذلك التفكّر في الموت، واستحضار أنّ الإنسان قد يموتُ في أي وقتٍ بدون داءٍ أو كبرٍ في السن، فكيف يكون حاله إذا لقي ربه وهو ولم يُؤدِّ فرضه.
– مصاحبة الصالحين المُحافظين على الصلاة الحريصين على أدائها في وقتها، فذلك يشجّع الإنسان على الصلاة.
– أن يداوم على ذكر الله عزّ وجل وأن يُكثر من قرآة القرآن ومن الطاعات بشكلٍ مستمر؛ وذلك لأنها تشرح صدر الإنسان للصلاة.
– أن يُبادر إلى الصلاة مباشرةً عندما يسمعُ الآذان، فعليه أن يترك كل ما يُشغله ويتوجه إلى الصلاة بقلبٍ خالص.
– الابتعاد عن جميع المعاصي والمنكراتِ التي تورث عند المسلم قسوة القلب والتي تُبعده عن الله تعالى.
– يجب على المُسلم أن يستعين بجميع البرامج الحديثة والتطبيقات الحديثة التي تُذكر الإنسان بمواقيت الصلاة ومواعيدها ويُنبههُ بها.
حكم الصلاة على المسلم:
إنّ الصلاة هي من أهم أعمال الجوارح، وهي تسمى أيضاً بعمود الإسلام، وإقامتها فرض عين على كل مسلم ومسلمة بلغوا سنّ التكليف الشرعية المعتبرة، وذلك بإنزال المنيّ للذكر العاقل أو ما يقومُ مقامه، ومجيء الحيضُ للأنثى العاقلة أو ما يقوم مقامه، وقد دل على فرضيتها القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين؛ حيث قال الله تعالى: “إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا“، وكتاباً أي: مكتوباً، مفروضاً. وأوصى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم معاذ رضي الله عنه بتبليغ أهل اليمن بفرضيتها؛ فقال: “فأَعْلِمْهم أن اللهَ قد افتَرَضَ عليهم خمسُ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ“، وقال الفقهاء بأنّ من جحد فرضيّة الصّلوات أو واحدة منها وأنكر وجوبها فقد كفر كُفرًا مُخرجًا من الملّة، وتُقام عليه أحكام المرتدّين ما لم يرجع عن جحوده ويعلنُ توبته، إلّا إذا كان قد دخل حديثًا بالإسلام، ولم يطّلع على أركانه وفرائضه.