ما هي فواحش قوم لوط عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


فواحش قوم لوط عليه السلام:

لم يكتفِ قوم لوط لوط بارتكاب فاحشةِ اللواط، لا بل تعدى الأمر إلى أنهم أخذوا يقطعون السبيل ويُمارسون المنكر في أماكن التجمعات العامة، فانحرافُ فطرتهم التي خلقهم الله عليها أدى إلى انحراف أذواقهم، حيث يقول الله تعالى: “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ- أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ” العنكبوت:28-29.
لقد كانت هذه الآيات التي بينت فساد قوم لوط على المستوى الشخصي وعلى مستوى المجتمع الداخلي، وعلى المستوى المجتمعات الأخرى مرتبطةً مع بعضها البعض، فالذي يرتكبُ فاحشةً ويتعدى في جانبٍ من الجوانب سيسهلُ عليه إضافة انتهاكاتٍ أخرى لسنن الفطرة، مما يؤدي أن تتقبل نفسه كلّ عمل مشين دون تذكر لدينٍ أو لأخلاقِ الرجال، أو المبادىء والقيم المنتشرة في المجتمعات الإنسانية على مدار التاريخ.
وكلذلك جريمة يمكن أن ترتبط بغيرها من الجرائم الأخرى، فجريمة الاغتصاب مثلاً يمكن أن ترتبط بها جريمة القتل من المغتصب نفسه من أجل أنّ يخفي جريمته، فجرائم القوم ترتبط مع بعضها البعض، بل إنها كلها مرتبطة بالفاحشةِ العظمى، ألّا وهي فاحشة “اللواط”. فقد كانوا يأتون الرجال شهوةً من دون النساء، وكانوا يقطعون السبيل طلباً لشذوذهم، فيجلسون على الطريق، ومن يمر بهم من الرجال يأخذونهُ من أجل أنّ يَفجُروا به ويرضوا بذلك نفسياتهم المنحرفة، ووكانوا يأتون في ناديهم المُنكر، والمُنكر هو الممارسات والتصرفات الشاذة المرتبطة بذلك الشذوذ، مثل الضحك والسخرية من المارةِ والصفير واللعب بالحمامِ وغير ذلك.
أيضاً كانوا يُمارسون قوم لوط قطع السبيل غير منحصرٍ في التعدي على المارّة المسافرين بجوار بلدهم؛ لأنها واقعة على طريق التجارة، بل يمكن أن يتعدى إلى قطع النسل؛ لأن النسل هو سبيل الحياة والبقاء. وتقطعون سبيل النسل بالإعراض عن الحرث، وإتيان ما ليس بحرث، وقيل: تقطعون الطريق بالقتل وأخذ المال، وقيل تقطعونه بقبحِ الأحدوثة.
إن شذوذ قوم لوط هي ظاهرة فريدةً من نوعها، من حيث ابتداعها من جهة وعموميتها في مجتمع كامل من جهةٍ أخرى. وشذوذ قوم لوط هي ظاهرةً عجيبةً أيضاً لكونها جماعيّاً علنياً، يشتركُ فيه الرجالُ والشيوخ بكلِ إصرارٍ ومجاهرة، مع تحذير نبي الله لوط لهم بعدم فعل ذلك الأمر. وما أن يشيع هذا الشذوذ فإنه يُصبح القاعدة في بلدٍ بأسره، مع وجود النساء، وتيسرِ الزواج، فهذا هو الحادث الغريب في تاريخ الجماعات البشريّة.
لقد أصبح هذا الشذوذ هو الأصل في حياتهم، فاعتبروا الطُهر جريمةً مهددين لوطاً وأهله المؤمنين بالطرد فقال تعالى: “وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ” الأعراف:82. فقد وقفت الآيةُ عند المجتع البشري كي تبيّن سبباً من أكبر أسباب هلاك الأمم وسقوط الحضارات، وهو الخروج عن سنن الفطرة التي فطرَ الناس عليها في شأن تكاثرهم وتناسلهم وتلبية رغباتهم الجنسية.


شارك المقالة: