ما هي قصة البركة والسحت مع أبو بكر الصديق والفاروق

اقرأ في هذا المقال


إن الله تعالى حينما طلب من عباده أن يبتعدوا عن الحرام يسّر لهم ذلك، فلا يقول أي أحدٍ منهم إن الله تعالى تركنا تجذبنا الإغراءات دون أن يُعيننا على الحلال، فلا يوجد إنسان أراد العيش بالحلال إلّا يسر الله وسهّل عليه ذلك، ولا من إنسان سلك إلى طريق الحرام إلا أهلكه الله وأشقاه وأتعبه في الدنيا والآخرة.

ما هي قصة البركة والسحت

الله تعالى يريد أن يلفت أنظارنا إلى أن الذين يعملون ما يشاءون في الدنيا دون التزام بقواعد الشريعة الشريعة الإسلامية، فإنهم يخسرون أنفسهم يوم القيامة، فكيف يفقدون أنفسهم وقد حققوا كل ما يريدونه في دنياهم، فنقول: إن من يضحى بنعيمٍ دائم بمقابل شيءٍ موقوت فهل يكون كاسبًا.

فهناك من هو أشر من ذلك الذي قام ببيع دينه بدنيا غيره، فكيف يبيع الإنسان دينه بدنيا غيره، مثل أن يتطوع بأن يشهد زور لصالح أحد أصحاب النفوذ، أو يكذب أو يظلم حتى يُرضي شخصًا ما أو يغضب الله ليُرضي من يعتقد أنه ينفع ويضر، فلا ضار إلا الله وهذا هو الذي يبيع دينه بدنيا غيره.

يخطر ببال البعض هذا السؤال بأن هناك إنسانًا جمع مالًا من مصدر حلال أو حرام وبعدها مات، فهل يحاسب الورثة على آثامه إن ورثوا ماله أو كان بعضه حرام، وهل يتوجب عليهم أن لا يقتربوا من هذا المال ويتقاسموه. فنقول للهؤلاء الذين يرثون هذا المال لا يتحاسبون بذنوب صاحبه؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: “وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ” فاطر:18. لذلك الأمر فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام عن هذا المال بأنه هدية.

لقد ذكر في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته فرق بين المال الحرام والسحت، فقيل أن السحت هو الشيء الذي يأخذه الإنسان عن طريق غير مشروع في حياته وهو يشبه الربا، كأن يأخذه حتى يزيد في ماله لكن الله تعالى بقدرته يمحقه مثلما يمحق الربا. والسحت أيضًا هو ما يأخذ بالغصب والإكراه أو بالتهديد والقوة، كأن تكون موظف وتذهب إلى أحد التجّار وتقول له بأنك ستغلق له محله إذا لم يدفع مبلغ معين من المال، ففي هذه الحال لا يسمى الأمر رشوة ولكنه يعتبر سُحت.

الفاروق وأبو بكر والفاروق مع قصة البركة والسحت

إن أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب قاما بإعطاء أحد أولادهما درهمًا ليحضر لهما قدحًا من اللبن، فذهب الولد وجلب اللبن فقاما بشربه، ثم قام الصبي بإعادة الدرهم إليهما، فسألاه وقالا له: من أين أتيت باللبن، فقال لهم: ذهبت للراعي وقلت له: أيها الراعي إن أمير المؤمنين يريد قدحًا من اللبن، فأعطاني إياه، فغضب كل من أبو بكر وعمر وقالا: ألا تعلم أن هذا يسمى سحت، وأن كل سحت في النار، وبعدها صار أبو بكر وعمر يتقيآنِ على طريق العمد حتى يخرج اللبن من أجسادهما، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: “كل لحم نبت من السحت فالنار أولى به”.


شارك المقالة: