تعددت وتنوعت المواقف التي فعلها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في الكثير من اللحظات، حيث أنَّه من المؤكد بأنَّ الرسول الكريم كان خُلقه القرآن الكريم، حيث أنَّ السيدة عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين قالت عنه وهذا من شدَّة أخلاقه عليه السلام:” كان خُلقه القرآن… كأنَّه قرآن يمشي على الأرض”.
ولكن هنالك الكثير من المواقف المتعددة التي يجب على القارئ أن يقف أمامها وهذا لكي يتأمل مدى أخلاق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ومن أجل أن تعكس المشاعر التي كان عليها الرسول الكريم من مشاعر حزنوفرح وسرور والنصر، وعكس لحظات الابتلاء التي صبر عليها عليه الصلاة والسلام، وتتجلى كل تلك الأمور في ثلاثة مواقف مهمة من حياة عليه السلام، وهي يوم الطائف، إلى جانب يوم غزوة أُحد، وأخيراً يوم فتح مكة.
وتتوافر المواقف التي فعلها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مع أصحابه أو المواقف التي قام بها أصحابه معه والمشركين وغيرهم من الأقوام المختلفة وهذا في كتب السيرة النبوية وكتب الصحابة وفي كتب السنة النبوية للرواة المختلفين، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن موقف الرسول في يوم فتح مكة.
يوم فتح مكة المكرمة
وهي عبارة عن غزوة وقت أحداثها في اليوم العشرين وهذا من شهر رمضان المُبارك، وهذا في العام الثامن من الهجرة النبوية/ الموافق لليوم العاشر من شهر يناير من عام ستمائة وثلاثين للميلاد، حيث أنَّ المسلمون خلالها تمكنوا من فتح مدينة مكة المكرمة، إلى جانب العمل على ضمِّها لدولتهم الإسلامية آنذاك.
حيث أنَّ السبب من وراء غزوة فتح مكة هو أنَّ قبيلة قريش قامت على إنهاك الهُدنة التي كانت مبرومة بينها وبين المسلمين، وهذا من خلال إعانتها لحلفائها وهذا من بني الدُئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وهذا في الإغارة على قبيلة خزاعة.
حيث تعتبر قبيلة خزاعة هي القبيلة المحالفة للمسلمين، وبهذا فنقضت قريش عهدها مع المسلمين كافة، الذي سمي بصلح الحديبية، وهذا من خلال الرد على ذلك، حيث قام الرسول الكريم آنذاك بتجهيز جيش يصل عدد المحاربين فيه إلى عشرة آلاف مقاتل ومحارب وهذا بغية فتح مكة.
كما وأنَّ الجيش قد تحرك إلى أن وصل إلى مكة، وحينها قد دخلها الرسول والمسلمين بشكل سلمي بدون قتال، إلّا من كان من جهة المحارب الصحابي خالد بن الوليد، إذ أنَّ البعض من مقاتلي قريش الذين كانوا بقيادة عكرمة بن أبي جهل وهذا للتصدي لكافة المسلمين هنالك، فعمد خالد بن الوليد رضي الله عنهم إلى قتالهم، حيث أنَّه قتل اثني عشر رجلاً منهم، وأمَّا عن الباقون فقد فروا، وأمَّا عن المسلمين فقد قُتل منهم رجلان اثنان آنذاك.
ما هي قصة الرسول محمد عليه الصلاة في يوم فتح مكة المكرمة
يعتبر يوم فتح مكة هو يوم من الأيام التي قد سعد بها أهل السماء كما سعد بها أهل الأرض، حيث كما ودخل النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام إلى مكة فاتحاً لها، ومن بعدها قد دانت له جزيرة العرب، ولكن أين كان قلب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وهذا حينما دخل إلى مكة المكرمة وذلك في سط تلك الكتيبة التي كل فرد فيها يحمل سلاحاً بيده.
حيث أنَّ هذه الحادثة قد وصفها ابن القيم العلامة الكبير وهذا في كتابة” زاد المعاد” وهذا عندما عمد إلى عقد تلك المقارنة وهذا ما بين دخول الرسول الكريم محمد بن عبد الله إلى مكة المكرمة فاتحاً لها، وبين ما كان عليه الرسول من الخضوع إلى الله تعالى، حيث كان يقول:
” كان الله عز وجل قد وعد رسوله وهو صادق الوعد، أنه إذا فتح مكة دخل الناس في دينه أفواجا، ودانت له العرب بأسرها، فلما تم له الفتح المبين اقتضت حكمته تعالى أن أمسك قلوب هوازن ومن تبعها عن الإسلام، وأن يجمعوا ويتألبوا لحرب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمسلمين؛ ليظهر أمر الله وتمام إعزازه لرسوله ونصره لدينه، ولتكون غنائمهم شكرانا لأهل الفتح، وليظهر الله – سبحانه – رسوله وعباده، وقهره لهذه الشوكة العظيمة التي لم يلق المسلمون مثلها، فلا يقاومهم بعد أحد من العرب، ولغير ذلك من الحكم الباهرة التي تلوح للمتأملين، وتبدو للمتوسمين”.
حيث أنَّ حكمة الله سبحانه وتعالى قد اقتضت في أن يُذيق المسلمين في البداية مرارة الهزيمة، إلى جانب الكسرة وهذا مع كثرة العدد والعُدة التي كان المسلمون يمتلكونها، كما وأنَّه لم يدخل بلده وحرمه كما دخله الرسول الكريم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام قد كان واضعاً رأسه بشكل منحني على فرسه، حتى أنَّ ذقنه كانت تكاد أن مس سرج حصانه، وهذا بسبب تواضع الرسول عليه السلام لربه وخضوعاً كذلك لعظمته، أن أحَّ له حرمه وبلده، ولم يحل لأية شخص قبله ولا لأية شخص بعده.