ما هي قصة توبة النعمان ابن امرئ القيس؟

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالنعمان بن امرئ القيس الأكبر:

اسمهُ النُعمان بن امرئ القيس بن عمرو، ويُعتبر من أجدر وأبرز حُكام المُناذرةِ، ولُقبَ باسم النعمان الأعورِ، و السائح، وهو من بَنى قصر الخورنق، وقد توسعت الحيرةُ، وازدهرت بشكلٍ كبير، لم يُعرف من قبلُ، لا بل أيضاً ارتبط اسمهُ بالحيرة، واشتهرَ اسمها عند المؤرخين، باسم حيرة النعمان. وكان النعمان أول من حاربَ بالكتيبتينِ، وهما: كتيبة الشهباءِ وكتيبة دوسر، اللتان كان يعمد دائماً على الغزو بهما. من لا يُدينهُ من العرب.

قصة توبة النعمان بن امرئ القيس الأكبر:

لقد حدثنا محمد بن سلام الجمحي عن الأصمعي، بأنّ النعمان بنُ امرئ القيس الأكبر، هو الذي قام ببناءِ الخورنق، وركب في ذاتَ يوم فأشرفَ على الخورنق، بأنّه سار يوماً وأقترب على الخورنق، ونظر إلى ما حوله، وسأل لِمن اقترب منهُ، هل تعلمون أحداً عندهُ من المُلك كما هو عندي. فقالوا لهُ: لا، إلّا رجل بقي صامتٌ ولم يتحدث.

فاقترب منهُ وقال له: إنّ سمحت لي أن سأتكلم، فقال تفضل، فقال له: اتنظرُ إلّا كل ذلك المُلك، هو لك الآن باقي ولن يزولَ، فهو شيءٌ كانَ قبلكَ وذهب منهُ إليك، كذلك الأمرُ فإنهُ لك الآن، ولكنهُ سيزولُ عنك ويُصبحُ لغيرك، فقال الرجلُ: ففرحتُ كثيراً بأمرٍ ستذهبُ عنك لذتهُ غداً وتظلُ تِبعتهُ عليك، تجلسُ فيه قليلاً ويذهبُ عنك طويلاً.

وقدّ قيلَ بأنّ الرجلَ صار يبكي، ويسألُ إلى أين المَهربُ من ذلك، قال لأحدُ أمرين وهما: إمّا أن تعملُ وتُقيم على طاعةِ الله، وإمّا أن تصعد على جبلٍ وتُقيم لوحدك، وتعبد ربك حتى تأتي مَنيّتك. وإنّ فعلتُ ذلك، ماذا يكونُ جزائي، قال: سيكونُ لكَ حياةٌ ليس فيها موت، وفيها ستبقى شاباً ولن تهرمَ أبداً، ولك فيها صحةً لا سقمَ فيها، ولكَ فيها مُلكٌ جديد لا يزولُ أبدا، فقال: يا حكيم، إنّ كلّ ما نراهُ فيهِ فناءٌ لا زوالَ فيه. فقال: فأيّ خيرٍ فيما يفنى ويزول، أما والله لأطلبنّ معيشةً لن تذهب أبداً.

قصة توبة النعمان بن امرئ القيس:

ذهب الملكُ إلى الجبل وتجرّد من مُلكهِ، وقامَ بِلبسِ الأمساحِ وصار يجري في الأرض، فعبدا ربهم جميعاً حتى انتقلوا إلى جِوار ربّهم، وفي هذا الأمر قال الشاعر عدي بن زيد:

وتّذكر ربّ الخورنق إذ أشرقَ يوماً وللهُدى تفكيرُ

سرّهُ مالهُ وكُثرةُ ما يملكُ والبحرُ مُعرضاً والسديرُ

فارعوى قلبهُ فقالَ وما عبطة حيّ إلى المّماتِ  يصيرُ

وهناك أيضاً قال الأسود بن يغفرً:

ماذا أؤمّلُ بعد آل محرقٍ تركوا منازلهم وبعد إيادِ.

أهلُ الخورنقِ والسديرِ وبارقٌ والقصرُ ذي الشُرفاتِ من سِنداد.

نزلوا  بأنقرةَ يسيلُ عليهم ماءُ الفُراتِ يجيء من أطوادِ.

أرضٌ تخيّرها لطيبُ مقيلها كعبٌ بن مامة وابنُ أم دؤادِ.

جَرت الرياحُ على محلّ دِيارِهم فكأنما كانوا على مِيعادِ.

فأرى النعيم وكلّ ما يلهى بهِ يوماً إلى بِلىً ونفاذِ.


شارك المقالة: