ما هي قصة توبة طليحة بن خوليد رضي الله عنه؟

اقرأ في هذا المقال


التعريف بِطُليحة بن خُويلد رضي الله عنه:

اسمهُ طُليحة بنُ خويلد ابنُ نوفل الأسدي رضي الله عنه، أعلنَ إسلامهُ في سنةُ تسع، وبعدها ارتدّ عن الإسلام، وادعى النّبوة، وذُكر عنه بأنّ له عِدةُ حروبٍ مع المسلمين، واتبع الغسّانيين في بلد الشام حينما هُزم، وبعدها أسلم إسلاماً صحيحاً، ووُصف بأنهُ فارساً شُجاعاً وكانَ يُضربُ به المثل بشجاعتهِ، وانتقل إلى ربه في سنة الواحدة والعشرين من الهجرة.

قصة توبة طُليحة بنُ خويلد رضي الله عنه:

لقد ذُكر أمرُ طُليحة بنُ خويلد عندما تنبأ ومحاولةِ قِتالهِ، حتى وصوله مرحلة كسرِ عسكرهِ. وقيل أنه حدثهُ موسى بنُ محمد إبراهيم التميمي أنّ أبيهِ قال: أنّه عندما شاهد طُليحة طُليحة أنّ الناس تُقتلُ وتؤسرُ، قام بإعدادِ فُرسهِ، وهيأ زوجتهُ، وبعدها وَثبَ على فَرسهِ، وحملَ زوجتهُ وهرَبَ بها، وقال لهم: من استطاع مِنكم أن يفعل كما فعلتُ، فليُرني فِعلهُ.

وبعدها ولّى هارباً حتى وصل بلاد الشام، فمكثَ عند بني جفنة الغسّانيين، حتى فَتحَ اللهُ أجنادين وتوفي أبو بكر. ثم قَدم في خلافة عمر إلى مكة مُحرماً، وحينما رآهُ عمر قال: يا طُليحة؟ لم يبقى لكَ حبٌ في قلبي بعدما علمتُ أنّك قَتلتَ الرجلين الصالحين، عُكاشة وثابت بن أقرم، والذي قتلهما هو وأخيه.

فقال يا أمير المؤمنين! هُناك رجُلانِ أكرمهما الله بيدي، ولم يهني بأيديهما، وأنّ أغلب البيوت لم تأسّس على قاعدة الحب، ولكن بُنيت على صفحةً جميلة؛ لأنّ الناس يتصافحون على الشنآن. وبعدها دخلَ في الإسلامِ وأصبح إسلامهُ صحيحاً، ولم يغمص عليهِ في إسلامهِ.

بعض الأبيات التي قيلت في توبة طُليحة رضي الله عنه:

ومن تلك اللحظةِ صار يعتذرُ ويسردُ ما صدرَ منهُ ويقولُ:

ندمتُ على ما كانَ من قتلَ ثابت   وعُكاشة الغنمي ثم ابن معبدِ.

وأعظمُ من هاتين عندي مُصيبةً   رجوعي عن الإسلامِ فعلُ التعمدِ.

وتركي بلادي والحوادث جمةً   طريداً وقدماً كُنتُ غيرَ مُطردِ.

فهل يقبلُ الصديق أنّي مُراجع   ومعطٍ بما أحدثت من حدث يدي.

وأنّي من بعد الضلالةِ شاهدٌ   شهادةُ حقٍ لستُ فيها بِمُلحدٍ.

بان إله الناس ربي وأنني    ذليلٌ وأنّ الدين دينُ مُحمدِ.

فقال الوادي: بأنّ محمد بنُ يعقوب، أنّ طُليحة خرجَ غازياً مع أصحابهِ يقصدون الروم، فركبوا البحر، وبينما أنهم مُلججين فيه، إذ أنهُ ناداهم قادسٌ من تِلك القوادسِ، وفيه ناس من الروم، فقال لهم: إذا أردتم أنّ تقفوا لنا حتى نركبُ في سفينتكم، وإذا أرَدتُم وقفنا لكُم حتى تَثبُوا علينا في سفينتِنا.

فقال طُليحة لأصحابهِ: ماذا يقولون، أخبروهُ، قال طُليحة: لأضربنكم بِسيفي ما استمسكَ بيدي أو لتُقربنّ سفينتنا نحوهم، فقيل أنّ القوم دَنا من بعضهم البعض، فقالَ لَهم طُليحة للذين معهُ من الصحابة: ألقوني من سفينتكم، فألقوا بهِ في سفينتهِم، فَغلبهم بِسيفهِ حتى تَطايروا منهُ، فبَعضُهم غَرق وبعضهُم استسلم، فَوصلَ ذلك لِعمر بنُ الخطاب، فأُعجب بما حدث.

وقد ذكرَ أيضاً سيفُ بنُ عُمر عن أبي عمرو عن أبي عُثمان النهدي، أنه قال: بأنّ طُليحة أخرج سعد في خمسة وعمرو بنُ معدي كرب في خمسة، أيّ عيوناً له في صبيحةٍ أتى رُستم الجالينوس وذا الحاجبِ، فَعادَ عُمرو ومن معهُ من أصحابهِ وأصحابُ طُليحة عندما  شاهدوا كُرةُ عدوهم.

وبعدها سارَ طُليحة حتى وصلَ عَسكرَ رُستم ومكثَ فيه يجوسهُ، فعندما جاء الليل خرج وقد أتى أفضلُ من توسم من ناحيةِ العسكرِ، فإنّ فرس لم يرَ في خيلِ القومِ شبهٌ له، وفسطاطٌ أبيض لم يوجد مثلهُ، فانتزعَ سيفهُ وقطعَ مِقود الفرس، ونذَرَ به الرجل والقوم، فتحملوا الصعبة والذلولِ من أجل طلبهِ.

وحينما أشرقَ الصباح لحق بهِ فارسٌ، وحينما غَشيهُ وعينَ عليه الرُمح من أجل أنّ يطعنهُ، قام طُليحة بتعديلِ فرسهِ، فنذرَ الفارسيّ بين يديهِ، فاقتربَ منهُ طليحة وقسمَ ظهرَهُ بالرُمح. وبعد ذلك لحقهُ شخصٌ آخر وفعلَ بهِ مثلُ ذلك. ولحقَ بهِ أيضاً آخر وفعلَ بهِ مثلُ ذلك، فعندما اقتربَ طُليحة منه عَلِم بأنهُ قاتِلهُ، فأخذهُ وأسرهُ.

وبعد ذلك أمرَهُ طليحة بأنّ يجري بين يديهِ، ففعلَ ذلك حتى غَشيا عسكرُ المُسلمين وهم تعبئةٍ، وقام بإفزاعِ الناس وجوزوهُ إلى سعدٍ والفارسي. فقال لهُم الفارسي: سأحدثُكم عن صاحبي هذا قبلَ أنّ أُحدثكم عما قبلي.

وقيل أنّ الحروب باشرت وغشيتها، وقد سمعتُ بالأبطالِ، ولقيتُها، وأن غُلام صغير حتى بلغتُ كبري، ولم أسمع بأنّ رجلاً قطعَ عسكرين لا تجترئُ عليهما  الأبطال إلى عسكرٍ فيهِ سبعونَ ألفاً، يخدمُ الرجلُ منهُ الخمسة والعَشرةَ فما فوق، ولم يقبل أن يخرجَ كما دَخل حتى سَلَبَ فارس الجُندِ وهتكَ أطنابَ بيتهِ، فأنذرهُ، وأُنذرنا نحن أيضاً، فلحقهِ فارسُ الناس يُعادل بألف فارسٍ فقضى عليه، وبعدها أدركهُ فارسُ الناس، يُعادل بألفِ فارسٍ فقتلهُ. وبعدها أدركهُ خصمهُ الثاني فقتلهُ.


شارك المقالة: