نبذة عن عثمان بن عفان:
هو رجل ذو صفات خاصة هو عثمان بن عفان فتفرج له فصول، فإن تكلمنا عن الحياء فهو عثمان وعن تكلمنا عن التواضع فهو عثمان وإن تكلمنا عن الجود والسخاء والبذل والعطاء فهو أيضًا عثمان، وإن تكلمنا عن بكاء الليل وقيام الليل فهو عثمان، وإن تكلمنا عن التضحية لهذا الدين الحنيف فهو عثمان.
فقد سُئل الإمام علي عن عثمان بن عفان، قال: ذلك رجل يدعى في الملأ الأعلى “بذي النورين”، فقد ولد بعد النبي عليه الصلاة والسلام بستة سنين وهو أصغر من النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كان رجلاً ربعة لا طويلاً ولا قصير ورقيق البشرة وعظيم اللحية، رجل قبل الإسلام في الجاهلية كان محبوب لقريش وكانت كل الناس تحبه؛ لأنه ثريًا ومتواضع ولم يكن يومًا ليسجد لصنم في الجاهلية قبل الإسلام وكان أبعد الناس عن الفواحش وكان يستنكرها بشدة.
سبب بكاء عثمان بن عفان عند القبر:
يقول عليه الصلاة والسلام: “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن” أخرجه البخاري. إذن فإن لحظة ارتكاب المعصية نجد الإنسان يستر إيمانه ولم يخطر بباله أنه سيموت قبل أن يتوب إلى ربه من فعل معصيته، أو قبل أن يُكفّر عن تلك المعصية.
فبعض الناس يخطئ في حياته؛ لأنه فصل بينه وبين موعد موته ولا يعلم أحدًا موعد موته أو الوقت الذي بينه وبين حساب الله تعالى على المعاصي، وكل واحدٍ فينا مُطالب بأن يضع في حسابه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الموت القيامة، فمن مات فقد قامت قيامته”.
فلنا قدوة حسنة في عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو الخليفة الثالث للنبي عليه الصلاة والسلام الذي كان إذا وقف على قبرٍ بكى حتى تفيض لحيته من الدموع، وسُئل عن ذلك وقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي إذا وقفت على قبر، فقال: سمعت نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام يقول: “إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر منه وإن لم ينجُ منه فما بعده أشد” أخرجه الترمذي.
ولذلك الأمر فلا يستبعد أحد ميعاد لقائه بالموت وتبقى آية الله تعالى: “إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ” يوسف:53.