مد الحجز في التجويد

اقرأ في هذا المقال


القرآن الكريم كلام رباني لن يتكرر ولن يأت مثله أبداً فهو منهج حياة، فيجب على كل مسلم العمل به والانصياع لأوامره، ويجب تعلم أحكامه ومعرفة علومه، كما أرادها الله سبحانه وتعالى، ومن أهم علومه علم التلاوة والتجويد  قال الله عزَّ وجلَّ: يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ” والتي تختص بأحكام المد والقصر والتي بدورها تضبط القراءة الصحيحة لقارئ القرآن وتعطي المعنى المراد الحقيقي الذي نزلت به الآية.

تعريف مد الحجز

وهو مد الألف التي يؤتى بها للفصل بين الهمزتين عند من قرأ بها، سواء تحققت الهمزة الثانية أم سهلت وسمي بذلك لأنه حجز بين همزتين؛ أو لأنه أدخل بين الهمزتين حاجزاً لتخفيفهما وذلك لأن العرب كانت تستثقل الجمع بينهما.

وسمّاه القراء أبي عمرو وقالون وهشام أيضاً بذلك؛ لأنه دخلت ألف بين الهمزتين حجزت بينهما وأبعدت إحداهما عن الأخرى وقد سماه البعض بمد العدل ومنهم من سماه المد الفاصل وهو أحد أقسام المد اللازم الكلمي، ويكون مقداره ألف تامة؛ لأن الحجز يكون بهذا القدر الكافي وليس هناك حاجة للزيادة.

أمثلة على مد الحجز

1- إدخال ألف بين همزتين مفتوحتين نحو “ءَأَنْذَرْتَهُم” من قوله تعالى: “إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ سَوَاۤءٌ عَلَیۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ” (سورة البقرة: 6)، ونحو “ءَأَنتَ” من قوله تعالى: “ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِی وَأُمِّیَ إِلَـٰهَیۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ” (سورة المائدة: 116).

2- إدخال ألفاً بين همزتين مفتوحة ومكسورة نحو “أَءِلَهٌ” من قوله تعالى: “وَجَعَلَ بَیۡنَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ حَاجِزًاۗ أَءِلَـٰهٌمَعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ” (سورة النمل :61)، ونحو”أَئِذَا مِتْنَا“،”أَءِنَّا” من قوله تعالى: “وَكَانُوا۟ یَقُولُونَ أَىِٕذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابا وَعِظَـٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ” (سورة الواقعة: 47).

3- إدخال ألفاً بين همزتين مفتوحة ومضمومة نحو “أَؤُنَبِّئُكُم” من قوله تعالى: “قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَیۡرٍمِّن ذَ ٰلِكُمۡۖ” (سورة آل عمران: 15).

في النهاية القرآن الكريم معجزة الإسلام التي لا يشوبها شائبة، وهو كلام الله تعالى اختص به أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فمن الأدب مع الله سبحانه وتعالى تعلم كلامه، وأحكامه وإتقان تلاوته بالابتعاد عن التكلّف والتمطيط الممقوت، والوقوف التي تخل بمعانيه.


شارك المقالة: