مد الروم في التجويد

اقرأ في هذا المقال


إن من أعظم الأعمال وأجَل العبادات هي تلاوة كتاب الله عز وجل، فقد أمر بها سبحانه وتعالى في قوله:“فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ” وتلاوته على أتم وجه، والوقوف على أحكامه ومعانيه ومقاصده والغاية التي نزل بها على المبعوث رحمةً للعالمين صلى الله عليه وسلم، وتعلّم أحكام التجويد هدفه قراءة القرآن الكريم بالطريقة الصحيحة، ومن هذه الأحكام أحكام المد، وسنتعرف في هذا المقال على مد الروم.

تعريف مد الروم

هو ما يأتي فيه حرف المد قبل همزة على مثال هاأنتم كقراءة سهل، همزة أنتم وأدخل عليها ألف قبلها، وسُمي بذلك؛ لأن من يقرأ بها يروم الهمزة، وتم تقدير هذا المد ثلاث حركات.

وقد وقعت الهمزة المسهلة في القرآن الكريم في أربعة مواضع:

1- قوله تعالى: “هَٰۤا أَنتُمۡ أُو۟لَاۤءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا یُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَـٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوۤا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡا۟ عَضُّوا۟ عَلَیۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَیۡظِۚ قُلۡ مُوتُوا۟ بِغَیۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ (سورة آل عمران: 119).

2- قوله تعالى: “هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ” (سورة آل عمران: 66).

3- قوله تعالى: “هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلا” (سورة النساء: 109).

4- قوله تعالى: ” هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِ لْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ” (سورة محمد: 38).

فقد قام نافع وأبو عمرو بقراءتها بتسهيل الهمزة بين بين، وقرأها ورش باستبدال الهمزة حرف مد وعندها يجب إشباع المد لأجل الساكن اللازم، وقرأ قنبل (وهو أحد القراء) بتحقيق الهمزة بإثبات الهمزة مع التحقيق، أما باقي القراء أثبتوا الهمزة مع إثبات الألف.

في النهاية القرآن الكريم كلما تعمقنا به وبأحكامه نجد العجائب، فيه الحكمة، وفيه قوة الإعجاز، وفيه قدرة الله سبحانه وتعالى على تحدي دهاه العرب وبلغتهم، فلا يجحد بآيات الله إلا كل متكبر جاهل باع آخرته بدنياه.


شارك المقالة: