معنى الآية

اقرأ في هذا المقال


الآية في اللغة لها عدّة معاني:

أحد هذه التعريفات : الجماعة، يقال:جاء القرم بآيتهم أي جماعتهم.

والمعنى الثاني للكلمة : العلامة ، كما جاء في قوله تعالى ﴿وَقَالَ لَهُمۡ نَبِیُّهُمۡ إِنَّ ءَایَةَ مُلۡكِهِۦۤ ﴾ [البقرة ٢٤٨] قال في التفسير: علامة ملكه.

فنقل هذا اللفظ جماعة من العلماء، واستعماله اسماً للكلمات القرآنية الواضحة ، فقد يكون من المعنى الأول، وذلك لإشتمالها على مجموع من الحروف.

أو من المعنى الثاني: وذلك لكونها دلالة على انقطاع الكلام، أو على صدق المخبر.

وكلا المعنيين مناسب للآية القرآنية.

وإلى هذين المعنيين أشار الإمام الشاطبي بقوله:

والآية من معنى الجماعة أو من الـ               علامة مبناها على خبر ما جدر.

وقد جاء معنى الآية إصطلاحاً مبنيٌ على الخلاف الذي ذكرناه في معناها اللغوي.

فوائد معرفة الآية:

لمعرفة الآية فوائد جليلة نذكر منها ما يلي.

  1. يحتاج لمعرفة الآية لصحّة الصلاة، فمن لم يكن عارفاً للآية، لا يمكنه أن يأتي بما يصحح صلاته.
  2. يحتاج إليها للحصول على الأجر الموعود به على قراءة عدد معين من الآيات القرآنية.
  3. كون هذه المعرفة سبباً لنيل الأجر الموعود به على تعلّم عدد معين من الآيات القرآنية.
  4.  يحتاج إليها لمعرفة ما تسنّ قراءته بعد الفاتحة في الصلاة، فقد قيل: لا تحصل السنّة إلّا بقراءة ثلاث آيات قصار، أو آية طويلة، ومن يرى من الفقهاء وجوب القراءة بعد الفاتحة لا يكتفي بأقل من هذا العدد.
  5.  اعتبار لصحّة الخطبة، فقد أوجبوا فيها قراءة آية تامة .

الطرق التي يتم فيها معرفة الآية.

  • مساواة الآية لما قبلها وما بعدها طولاً، وقصراً.
  • مشاكلة الفاصلة لغيرها بما هو معها في السورة في الحرف الكبير .
  • الإتفاق على عدِّ نظائرها في القرآن الكريم.

حكم ترتيب آيات القرآن.

لقد انعقد إجماع الأمّة المحمدية من لدن النبي إلى عصرنا هذا أنّ ترتيب آيات كتاب الله تعالى في سورها على النحو الموجود الآن في المصاحف كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام، عن ربِّ العزَّة جلَّ جلاله.

وأنَّه لا مجال للاجتهاد والرأي فيه.

وقد استند هذا الإجماع إلى نصوص كثيرة دالّة على أنَّ ترتيب آيات القرآن توقيفي إجمالاً وتفصيلاً.
الدليل :

  • ما أخرجه البخاري عن عبدالله بن الزبير قلت لعثمان بن عفان ﴿وَٱلَّذِینَ یُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَیَذَرُونَ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا وَصِیَّةࣰ لِّأَزۡوَ ٰ⁠جِهِم مَّتَـٰعًا إِلَى ٱلۡحَوۡلِ غَیۡرَ إِخۡرَاجࣲۚ ﴾ [البقرة ٢٤٠] نسختها الآية الأخرى فلمَ تكتبها أو تدعها ؟؟ قال يا ابن أخي : لا أغير شيئاً من مكانه .
    فهذا الحديث صريح وواضح الدلالة في أنّ إثبات هذه الآية في مكانها من سورتها توقيفي جاء من عند الله حتى أنّ سيدنا عثمان لم يستطع أن يتصرف فيه، وذلك لأنّه وجدها مكتوبة في المصحف المنقول الذي كُتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يغيرها عن مكانها، وهذا أمر لا مجال للرأي والاجتهاد فيه.
  • ومنها ما رواه الإمام مسلم عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال  سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء أكثر ممّا سألته عن ( الكلالة) حتى طعن بإصبعه في صدري وقال: تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء .

فهذا الحديث فيه دلالة واضحةعلى أنَّ آيات السور كانت مرتبة ومعلومة الترتيب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكان معلوم ما هومقدم وما هومؤخَّر.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر تكيُّف آية الصيف التي في آخر النساء فدل على موضع هذه الآية التي في سورة النساء.

﴿یَسۡتَفۡتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ یُفۡتِیكُمۡ فِی ٱلۡكَلَـٰلَةِۚ ﴾ [النساء ١٧٦] وإنَّما سُميت هذه الآية آية الصيف لأنّ نزولها كان في الصيف في سفر حجة الوداع.

  • ومنه ما رواه الإمام مسلم عن أبي الدرداء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال، وفي لفظ “من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف ”

أقوال بعض العلماء الدالة على أنّ ترتيب آيات القرآن كان بتوقيف.

قال الإمام الباقلاني : ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم، فقد كان جبريل يقول : ضعوا آية كذا في موضع كذا .

وقال أيضا: الذي نذهب إليه أنّ جميع القرآن الذي أنزله الله، وأمر بإثبات رسمه، ولم ينسخه، ولا رفع تلاوته بعد نزوله، هو الذي بين الدفتين الذي حواه مصحف عثمان رضي الله عنه وأنّه لم ينقص منه شيء.


وقال الإمام البغوي : إنَّ الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن الذي أنزله الله على رسول الله، من غير أن زادوا ، أو نقصوا منه شيء”  


شارك المقالة: