التفخيم والترقيق هما حكم من الأحكام التي وضعها علماء التلاوة والتجويد، لتلاوة القرآن الكريم كما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي صفات صوتية مصدرها البلعوم، فما هو مفهوم التفخيم والترقيق وحروف كل منهما؟
معنى التفخيم والترقيق في علم التجويد
التفخيم: يعني التعظيم في اللغة، وهو تغليظ لفظ الحرف وتعزيز صوت النطق به، ليكون الفم ممتلئًا بصدى صوت الحرف، وهو ضد الترقيق، فيخرج الحرف سميناً من مخرجه بصفة قوية.
أما الترقيق: فيعني التصغير في اللغة، وهو تدقيق وتصغير صوت الحرف عند النطق به، ولا يكون الفم ممتلئاً بصدى صوت الحرف، وهو عكس التفخيم.
أقسام حروف التفخيم والترقيق في علم التجويد
تتوزع حروف اللغة العربية في التفخيم والترقيق إلى ثلاث مجموعات، رغم أنّ التفخيم والترقيق يظهر خلال التلاوة على الأغلب مع حرف الراء، ولام لفظ الجلالة، إلّا أن باقي الحروف العربية لها نصيب من صفات التفخيم والترقيق، وفيما يلي تفصيل ذلك:
- الحروف المفخمة دائماً: وتعرف هذه المجموعة من الحروف العربية بحروف الاستعلاء، وهي (خ، ص، ض، غ، ط، ق، ظ)، وتكون هذه الحروف مفخمة دائمًا في جميع أحوالها خلال التلاوة، وتأتي حروف التفخيم على مراتب مختلفة في القوة، فحسب ما جاء به علماء التلاوة، فإنّ الحرف يكون في أعلى مراتب تفخيمه عندما يكون مفتوحاً ويليه حرف الألف، ثمّ المفتوح دون ألف بعده، فالحرف المضموم ثمّ الحرف الساكن، وأضعف مراتب التفخيم تكون في الحرف المكسور.
- الحروف المرققة تارة والمفخمة تارة أخرى: وهي حروف تفخّم في بعض المواضع وترقق في مواضع أخرى، حسب قواعد وأحكام خاصة في ترقيقها أو تفخيمها، وهي لام لفظ الجلالة وحرف الراء، والغنة الناتجة من حكم الإخفاء، والألف حسب الحرف الذي يأتي قبلها فإن كان حرف تفخيم تُفخّم، وإن كان حرف ترقيق تُرقق.
- الحروف المرققة دائماً: وهي الحروف التي يتم ترقيقها في جميع مواضعها في آيات القرآن الكريم، وأطلق عليها بعض علماء التجويد اسم حروف الاستفال، والحروف المرققة دائما هي جميع حروف اللغة العربية الهجائية، ماعدا الحروف المفخمة، يُضاف إليها حروف اللام والألف والراء.
وعلى القارئ أن يكون حذراً لطريقة تفخيم وترقيق الحروف عند التلاوة، فيُفخّم الحرف الذي يستحق التفخيم، ويُرقق الحرف الذي يستحق الترقيق، وأن يكون أكثر اهتماماً بحكم التفخيم والترقيق إذا تتابع حرفان أحدهما حكمه التفخيم، والثاني حكمه الترقيق، فهذا يحتاج إلى مهارة القارئ، في الاستماع للمقرئ والتطبيق بدقة.
وفي الختام يمكن القول أن التفخيم هو تغليظ صوت حروف جملة (خص ضغط قظ)، والترقيق هو تنحيف صوت حروف اللغة العربية عدا حروف التفخيم، ولام لفظ الجلالة والراء والألف، فلها أحكام أخرى للترقيق والتفخيم.