معنى الكفالة وحكمها

اقرأ في هذا المقال


الكفالة من المعاملات المالية التي يلجأ إليها الكثير من الناس، حفظاً للحقوق والأموال والأشخاص، وتتعلّق الكفالة بالأموال والأشخاص، فمن يقوم بكفالة إنسان عليه رعايته ومساعدته والإنفاق عليه، وقد يكون الربيب (ولي الأمر) كافلاً، فيكفل صغاره وأسرته ومن تقع عليه مسؤولية رعايته والإنفاق عليه، فما معنى الكفالة؟ وما حكمها الشرعي؟

معنى الكفالة:

الكفالة هي إحدى المعاملات المالية التي يتعامل بها الناس، وأمّا عن تعريفها فقد اختلف الفقهاء في ذلك، بناءً على ما يترتب على الكفالة من آثار، وهنا سنذكر تعريفاً يتضمّن ما اشتركت كافة التعريفات على اشتماله من قدر مشترك من الضمان.

فتعريف الكفالة هو الالتزام الذي يترتب عليه إضافة ما في ذمة الأصيل إلى ذمة الكفيل، فيما يترتب عليه من ديون، وعلى الكفيل أن يتحمل ما يُطالب به الأصيل من دَين أو عَين، والكفيل هو الضمين ويُطلق عليه الحميل أو القبيل، ومن هنا نخرج بأن الكفيل هو الضامن، استدلالاً بالحديث الشريف: “لا تحلّ المسألة إلّا لثلاثة، ومنهم رجل تحمل حمالة بين قوم والمقصود هنا رجل تحمّل مسؤولية دين أو غرامة عن غيره من الناس.

وأطلق بعض الفقهاء على الكفيل لفظ الزعيم، من قوله تعالى في سورة يوسف الآية 72: “قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ”، ولفظ الزعيم هنا جاءت بمعنى الكفيل، واستعمل البعض الآخر اسم القبالة للتعبير عن الكفالة، لأن القبالة تشمل الكفالة في المال، والعين، والكفالة في النفس، فهي أعم من لفظ الكفالة.

حكم الكفالة:

شُرعت الكفالة في القرآن الكريم والسنة والإجماع، فذكرت في القرآن الكريم في سورة يوسف، في الآية المذكورة أعلاه، أمّا في السنة النبوية الشريفة، فقد وردت الكثير من الأحاديث التي دلّت على مشروعية الكفالة، نذكر منها قول النبي _عليه الصلاة والسلام_: “العارية مؤدّاة والمنحة مردودة والدَّين مقضيّ والزعيم غارم”.

أما في الإجماع فقد أجمع الكثير من الفقهاء على جواز عقد الكفالة، بسبب حاجة الناس إليها، ورفع الضيق والحرج عن المدين، مستدلين بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، كما أنّ النبي عليه الصلاة والسلام، بُعث والناس يتعاملون بالكفالة فأقرّهم ولم ينهى عن ذلك.


شارك المقالة: