مقتل سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب

اقرأ في هذا المقال


بعد أن أطاح جيش المسلمين براية الكفار وقتل كل الرجال من بيت أبي طلحة، ومن ثم قتلوا كل الرجال من بني عبد الدار عن بكرة أبيهم، ظهرت شجاعة جنود جيش المسلمين في المعركة، وَزُرِعََ الخوف في قلوب المشركين، ولكن حدث أمرٌ في المعركة كان قاسياً على جيش المسلمين وهو مقتل الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه عمّ النبي صلى الله عليه وسلم.

مقتل حمزة

وكان مقتل حمزة على يد الوحشي بن حرب، وكان الوحشي غلاماً وعبداً عند جبير بن مطعم، وعندما وصل جيش الكفار إلى أحد، طلب جبير بن مطعم من الوحشي أن يقتل حمزة، وقال له : (أن قتلت حمزة فأنِّي سأقوم بإعتاقك وفكُّ أسرك وستكون حراً طليقاً).

وعندما وصل الوحشي مع جيش قريش إلى أحد، وكان الوحشي متميزاً في رمي الحربة وقليل ما يخطئ الإصابة بها، وكان الوحشي يراقب حمزة بن عبد المطلب منذ بداية القتال في تلك المعركة؛ حتى يقوم بقتلَه من خلال الرمح، فوجد حمزة شجاعاً قوياً كالسَّبع، ويقتل ويَهِدّ بسيفه مَنْ يلقى أي أحد من المشركين، وعندها كَمَنَ له الوحشيّ خلف صخرة ينتظر حمزة، حتى إذا كان سيدنا حمزة قريباً من الحبشي، قام ورمى إليه بحربته، فدخلت الحربة في أسفل بطن حمزة، وخرجت الحربة من بين وِركيْه رضي الله عنه ، فَخَرَّ سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسد الله وأسد رسول الله شهيداً في هذه المعركة الدامية.

وبرغم هذه الخسارة الكبيرة جداً للمسلمين بمقتل الصحابي حمزة بن عبد المطلب الذي كان يشكل ثقلاً بين المسلمين من جميع النواحي، لدرجة أنَّه سمي بأسد الله ورسوله، وكان مصدر قوة لهم، لكنَّ المسلمين استمروا بالسيطرة على الموقف لأنَّ العديد من الصحابة الكرام قاتلوا قتالاً شديداً في تلك المعركة، أمثال سيدنا أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب والزبير بن العوام وطلحة بن أبي عبيد الله وعبد الله بن جحش ومصعب بن عمير رضي الله عنهم جميعاً وغيرهم من الصحابة الذين قدموا شجاعةً في القتال ليس لها مثيل، وكان لهم دور عظيم في زرع الخوف في جيش الكفار.


شارك المقالة: