مناهج العلماء المسلمين في إثبات العقيدة 

اقرأ في هذا المقال


يُؤمن المسلمون بالله تعالى، ويصدقون وجود عذاب القبر ويوم الحساب، ويؤمنون بالصراط والميزان والحوض، ويجزمون على ما يماثل ذلك من الاعتقادات، لكن ما الذي يجعلهم يُؤمنون بذلك، وينفون ما هو ليس موجود؟ لذلك اتبع العلماء المسلمين مناهج محددة في إثبات العقائد، سو نتحدث غنها في هذا المقال.

مناهج العلماء المسلمين في إثبات العقيدة:

أولاً: يجب الإيمان بكل ما أخبر به الله ورسوله:

أكد علماء السلف أنّ كل ما أخبر به الله تعالى ورسوله _صلى الله عليه وسلم_، هو صحيح، ووصل إلى المسلمين بطريق صحيح، ومن واجب  المسلمين الإيمان بما أخبر به الله تعالى ورسوله _صلى الله عليه وسلم_، والتصديق الجازم لكل ما ذكر فيه من حقائق وغيبيات، ويمكن الاحتجاج بالأحاديث المتواترة وأحاديث الآحاد وإثبات العقيدة بها، دون التفريق بين النوعين من الأحاديث.

ويستدل علماء السلف بوجوب تصديق ما أخبر به الله والرسول، من خلال الأدلة التي جاء في هذا الموضوع، حيث أمر الله تعالى بذلك في قوله: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا سورة الأحزاب 36، وقوله تعالى: “قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ” سورة آل عمران 32.

ثانياً: التحقق من صحة الأحاديث قبل الاحتجاج بها:

هناك طائفة من العلماء معرفتهم قليلة في التفريق بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف، فاحتجّ بعضهم بالأحاديث الضعيفة والموضوعة بناءً على قلة معرفتهم بالصحيح والضعيف، لذلك أكد علماء السلف على ضرورة التحقق من صحة الحديث قبل الاستدلال به، سواء في إثبات العقائد، أو في بيان بعض الأحكام.

وبيّن العلماء خطورة الاستدلال بالحديث قبل التأكد من صحته، فهذا يمكن أن يُؤدي بالمستدلين إلى أن ينسبوا إلى الدين الإسلامي ما ليس منه، وبناء معتقدات باطلة لا صحة لها؛ لأنّ ما بُني على باطل فهو باطل.

ورفض البعض الاستدلال بالأدلة النقلية، التي تتمثل بالقرآن والسنة، وقال بعضهم أنّها لا يمكن أن تؤدي لليقين، ولا تثبت العقيدة، ولا تحقق الإيمان بها، لكن رد عليهم علماء السلف بأن ما يتحدثون به، أمر لا يحتاج النقاش، ولا يمكن أن يأخذ من وقت الباحث للرد عليه؛ لأن ذلك أمر يخالف ما أجمعت عليه الأمة.

فإنّ كانت النصوص القرآنية  كلام الله تعالى لا تكفي لإثبات العقائد، فما هو حال الكلام الموضوع من البشر؟ فهل يكون ذلك أقوى من كلام الله تعالى جل وعلا؟ فأمر العلماء المسلمون بالابتعاد عن مثل هذا البهتان.

ويُذكر أن هناك فريق رفض الاستدلال بأحاديث الآحاد الصحيحة في إثبات العقائد، ويقتصرون على الاستدلال بالنصوص القرآنية والأحاديث المتواترة، ويعتمدون على النصوص القطعية الدلالة من القرآن والأحاديث في إثبات العقائد، ويبتعدون عن الاستدلال بالنصوص غير قطعية الدلالة، ولا يجيزون الاستدلال بها. وردّ عليهم العلماء المسلمون وبيّنوا أن هذا قول فاسد وخطير، لا صحة له، ولا يجوز اتباعه والعمل فيه.


شارك المقالة: