قصة الصحابي الذي قبل رأس ملك الروم ليطلق أسرى المسلمين

اقرأ في هذا المقال


هنالك العديد من الحوادث التي حصلت مع الصحابة رضوان الله عليهم وهذا عندما بُعثوا بغية نشر الدين الإسلامي والجهاد في سبيل الله ومن بين تلك القصص أو الحوادث هو ما حصل مع ذلك الصحابي الذي عمد إلى تقبيل رأس ملك الروم، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عنها.

ما هي قصة الصحابي الذي قبل رأس ملك الروم

بعدما استقرت الدولة الإسلامية وهذا في الشام وعندما كان يترأسها ويتولى أمرها الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي لله عنه وهذا من قِبل الخليفة الراشد الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حينها قد كتب له رسالة يأمره من خلالها بغزو الروم، وأمره أيضاً بأن يُرأس الصحابي عبدالله بن حذافة السهمي، ففعل ذلك، حتى أنَّه قد غزاهم وأوقع بهم أيضاً.

ولكن الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي ومعه مجموعة من المسلمين قد وقعوا في الكمين الذي نصبه لهم الروم فأخذوهم الروم كأسرى لديهم، ولكن الصحابي عبدالله بن حذافة السهمي كان من الصحابة المقربين لرسول الله عليه الصلاة والسلام والصحابة الذين معه أيضاً.

فالذي فعله هرقل ملك الروم بالصحابي عبد الله بن حذافة السهمي أنَّه قد دفعه لأحد رجاله وأمره بأن يجوّع ذلك الصحابي ثم يعمد إلى إطعامه من لحم الخنزير، حتى أنَّ الرجل قد جوّع الصحابي عبد الله وكان كل يوم يأتيه بهذا اللحم النجس، وكان يعمد إلى وضع هذا اللحم أمامه وهذا بغية أن يأكله رضي الله عنه، ولكنه لم يأكله وكان دائم الرفض له، وكان يقول رضوان الله عليه: “هذا الطعام لا يحل لنا أكله”.

ومضى على هذا الحال أيام طوال، إلى أن شارف الصحابي عبد الله بن حذافة على الهلاك والموت بسبب الجوع، فأخبر الرجل الذي كان يضع الطعام أمامه هرقل بهذا الأمر فقال له هرقل: “أطعمه ما يُريد أن يأكله، ثم أعطشه، وأعطه خمراً ليشربها بدلاً من الماء، فعمد الرجل إلى فعل ما أمره به هرقل، حتى أنَّه كان يقول رضي الله عنه: “هذا شراب لا يحل لنا شربه”، إلى أن يشارف على الهلاك بسبب العطش رضي الله عنه، ثم عاد الرجل إلى هرقل وأخبره بهذا الأمر، فأجابه هرقل وقال له: “دعه يأكل ويشرب ما يُريد، إني بلوته بالضراء فألبسوه في السراء وأرسلوا إليه أفخر الطعام والشراب والثياب.

ففعل الرجل كل ما أمره به ملك الروم هرقل، فجاء هرقل إلى الصحابي عبد الله وهذا بغية أن يقول له: “إني بلوتك بالضراء وبالسراء فصبرت”، وطلب منه أن يُقبل رأسه حتى ينجو بنفسه فقال رضي الله عنه لا أقبل بهذا لا أقبِّل رأسه لأنجو بنفسي فقط، فقبِل الصحابي بتقبيل رأس هرقل وهذا عندما قال له هرقل هل لك أن تُقبِل رأسي وأدفع كل أسير من المسلمين عندي، فقبل رضي الله عنه بذلك وقبَّل رأسه ونجى هو والمسلمين الأسرى عنده.

وعندما عادوا إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فسأل عبد الله بن حُذافة السهمي عن عدم شربه للخمر وأكله للحم الخنزير عندما كان مشرفاً على الهلاك بسبب الجوع والعطش، فأجابه بأنَّه خشي أن يشمت الروم وهرقل به وبالإسلام وأهله، فقال عمر: “حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حُذافة، وأنا أبدأ، فقام عمر فقبّل رأسه”. رضي الله عنهم جمعياً.

من يكون الصحابي الجليل عبدالله بن حذافة السهمي

يُكنَّى بأبي حُذافة، يعتبر أحد صحابة رسول الله رضوان الله عليهم وأحد الصحابة الذين قد تم إرسالهم إلى الملوك الأعاجم وهذا برسائل من خلالها يتم دعوتهم إلى الدين الإسلامي، ومن بينها إرسال الصحابي عبدالله بن حُذافة إلى كسرى الذي يعتبر ملك الفرس حيث كان ذلك في السنة السادسة للهجرة، أمَّا في السنة التاسعة للهجرة قد بُعث الصحابي إلى بلاد الشام مع جيش المسلمين وهذا بغية محاربة الروم.

كما وهاجر رضي الله عنه إلى الحبشة وهذا بعدما اشتد إيذاء المشركين لهم وهذا في مكة الكرمة، كما وشارك مع الرسول عليه الصلاة والسلام العديد من الغزوات والتي كان من بينها غزوة أُحد والغزوات التي جاءت بعدها، كما وشهد أيضاً فتح مصر وتوفي في مصر أيضاً وهذا في السنة الثالثة والثلاثين للهجرة، حيث كان يُشتهر بين المسلمين بدعابته اللطيفة.


شارك المقالة: