موسى بن عقبة والرواية

اقرأ في هذا المقال


مازلنا نبحر في بحر علمِهم، ونأخُذُ من حديثِهمْ،ذلك الجيل من الأمّة الإسلاميّة من نقل لنا حديث رسول ّ الله صلّى الله عليه وسلّم، تناولوا الحديث النبوي الشريف كعلمٍ فيه مسك رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، تراهُم يتزاحَمون عليه، يحفَظونَه، يدوِّنوه، ينقلونَه لمَن جاء بعدَهم، حتى وصل إلينا منقّحاً كما في كتب الحديث النبوي الشريف، إنّهم الرّواة المحدّثون، ومازلنا نتعطّر بمسك سيرّتِهم، ونصل في كتابتنا إلى واحدٍ من التّابعين، إنّه مُوسى بن عُقْبة، تعالوا معنا نبحر في سيرته العطرة.

نبذة عن موسى

هو: التّابعيّ الجليل، مُوسى بنُ عُقبَة بن أبي عيّاش،قرشيّ بالموالاة، وذكر ابن حجر العسقلانيّ عنه أنّهُ قال: (حجَجـْتُ وابنُ عمر بمكة عام حجِّ نجدةَ) أي كان ميلاده قبلَ عام ثمانٍ وستين للهجرة في المدينة المنوّرة، وكان من التّابعين الصّغار الّذي لحق عدداً من الصّحابة وروى الحديث النبوي الشريف عنهم وقد عاش في مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى أنْ توفّاهُ الله في العام الواحدِ والأربعين بعد المائة من الهجرة رحمه الله تعالى.

روايته للحديث

كان مُوسى بن عُقْبَة من التّابعين الّذين رووْا عن صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحديث ومنهم: عبدالله بن عمر بن الخطّاب وأنسِ بن مالك وجابرِ بن عبدالله وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً، وروى الحديث عن جملةٍ من التّابعين من أمثال: عَلْقَمةَ اللّيثيّ وأبي سلمةَ بن عبدالرّحمن وسالم بن عبدالله وابن شهاب الزّهريّ وعروة بن الزّبير ومحمّد بن المُنكَدر وغيرهم رحمهم الله، كما روى من طريقه الحديث كثير من الرّواة كحمزة بن عبدالله بن عمر وعبدالله بن دينار ويعقوبٌ القاريُّ وغيرهم، وكان من أهل الثّقة في رواية الحديث.

من رواية موسى للحديث

ممّا وردَ منْ روايةِ مُوسى بن عقْبَة للحديث ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: ((حدّثنا يعقوبُ بنُ عبدالرّحمن القاريُّ عن موسى بنِ عُقْبَة عن سالم بن عبدالله، عن أبيهِ، أنّه كان يقولُ: ما كنّا ندعو زيدَ بنَ حارثَةَ إلا زيدَ بنَ محمّدٍ حتى نّزَل َ القرآنُ: ادعُوهمْ لآبائِهم هو أقسطُ عندَ الله ـ الأحزاب آية 5 ـ ))، من كتاب فضائل الصّحابة، رقم الحديث2425.


شارك المقالة: