بدأ الاهتمام بعلوم القرآن الكريم منذ أن أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أول من اهتم بدراسته ومعرفة علومه هم الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً، فكانوا لا يتركون آية ولا سورة ولا كلمة منه إلا وتسارعوا إلى معرفة سبب نزولها ومقصدها وما يريده الله بها، ثم بدأ بعدهم عهد التابعين وتابع التابعين ومن عاصرهم من العلماء الأفاضل بالتعمق في بيان علومه.
تعريف علوم القرآن الكريم
القصد من علوم القرآن الكريم هو كل علم نزل في القرآن الكريم، يبحث في مقاصده وأسباب نزول ومعرفة تلاوته.
نشأة علوم القرآن الكريم
القرآن الكريم منذ أن أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بدأت علومه من حيث الوجود، ولكن من حيث التدوين والتلقين والمتابعة فهناك اختلاف في ذلك؛ لأن سول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم على علم ودراية بعلومه ولكنهم لم يدونوها، أما في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه تم تدوين القرآن خوفاً من ضياعه بسبب موت الكثير من الصحابة الذين يحفظونه بالصدور فمن هنا بدأ علم جمع القرآن الكريم.
وفي عهد الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمر بوضع قواعد اللغة للقرآن الكريم خوفاً من دخول لغة الأعاجم عليه فبدأ علم النحو وقواعد اللغة، وفي العهد الأموي بدأ الاهتمام بعلم التفسير ثم بعد ذلك بدأ علم التدوين لهذه العلوم كافة إلى يومنا الحاضر.
أنواع علوم القرآن الكريم
تنقسم علوم القرآن الكريم إلى قسمين، قسم يرتبط به ارتباطاً مباشراً، وقسم ترتبط مع غيره من العلوم، وهذه الأقسام هي:
بعض العلوم التي ترتبط بالقرآن الكريم ارتباط مباشر
1- علم أسباب النزول.
2- علم القراءات.
3- علم المكي والمدني.
4- علم عد الآيات.
5- علم فضائل القرآن الكريم.
6- علم خصائص القرآن الكريم.
7- علم مبهمات القرآن الكريم.
8- علم أمثال القرآن الكريم.
9- علم قصص القرآن الكريم.
10- علم أقسام القرآن الكريم.
11- علم معاني القرآن الكريم.
12- علم المشتبهات في القرآن الكريم.
13- علم أساليب القرآن الكريم.
14- علم لغات القرآن الكريم.
15- علم إعراب القرآن الكريم.
16- علم غريب القرآن الكريم.
17- علم سوره وآياته.
بعض العلوم التي يشترك فيها القرآن الكريم مع غيره
1- علم الأحكام الفقهية.
2- علم الناسخ والمنسوخ.
3- علم المحكم والمتشابه.
4- علم التفسير.
5- علم الجمع والتدوين.
6- علم الرسم والضبط.
7- علم الوقف والابتداء.
8- علم الوجوه والنظائر.
9- علم الفاضل والمفضول.
10- علم المطلق والمقيد.
11- علم العام والخاص.
12- علم المجمل والمبين.
فوائد علوم القرآن الكريم
لعلوم القرآن الكريم فوائد جليلة ومعارف عظيمة، وذلك لأن المسلم يستطيع أن يعرف مقاصد القرآن الكريم، ويتدبر آياته ومقاصده ويعرف أسباب نزوله ويستطيع استنباط أحكامه، فضلاً عن ذلك فإن المتعلم لكتاب الله تعالى ذو حجة بالغة، وذو ذوق عظيم لما فيه من أحكام وعلوم تربي النفس المسلمة، فهي أساسيات ومقاصد ومنهج حياة الناس.
المؤلفات في علوم القرآن الكريم
بدأ التدوين في علوم القرآن الكريم في القرن الخامس الهجري فأول من ألف في هذه العلوم هو أبو الحسن الحوفي في كتاب سماه (البرهان في علوم القرآن)، ثم ألف بعده الإمام الزركشي كتابين أسماهما (فنون الأفنان في علوم القرآن) و(المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن)، أما في القرن السابع الهجري فقد ألف علم الدين السخاوي كتابه (جمال القراء)، ومن أشهر هذه الكتب وأوسعها انتشاراً هو كتاب جلال الدين السيوطي (الإتقان في علوم القرآن)، ومن أبرز مؤلفات القرآن الكريم المعاصرة والمشتهرة هي:
1- التبيان في علوم القرآن، لطاهر الجزائري.
2- منهج الفرقان في علوم القرآن، لمحمد علي سلامة.
3- مناهل العرفان في علوم القرآن، لمحمد عبد العظيم الزرقاني.
4- مباحث في علوم القرآن، لصبحي الصالح.
5- مباحث في علوم القرآن، لمناع خليل القطان.
6- إتقان البرهان في علوم القرآن، لفضل حسن عباس.
7- الواضح في علوم القرآن، لمصطفى ديب البغا.
8- مباحث في علوم القرآن، لمساعد الطيار.
في الختام فإن علوم القرآن الكريم عديدة ومتعددة قد لا يتسع لنا الوقت أن نتحدث عنها جميعها، فهذه نبذة بسيطة عنها وعن نشأتها وتطورها وأبرز مؤلفاتها، ولتعلم يا قارئ كتاب الله تعالى والدارس لعلومه أن الله يرفع درجاتك في جنات النعيم بقدر معرفتك له وقراءته وتعلم وعلومه فقال صلى الله عليه وسلم: “يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها“، وكل علم يرتبط به هو علم عظيم وشريف لارتباطه بأشرف كتاب على وجه هذه الأرض ألا وهو كتاب الله العزيز.