الحمد لله الّذي جعلنا من أمّة اتّصلَ سندُ مصادرِها من النّبي صلّى الله عليه وسلّم حتى عصرنا الحاضرِ، من القرآن الكريمِ والحديث النّبويِّ، سندٌ متّصلٌ بلا انقطاع، سندٌ متينٌ لرجال نذروا أنفَسَهم ليوصلوا هذا الذّين بمصادره التّشريعيّة، وعندما يكون حديثنا عن الحديث النّبويَّ فاننا نتكلم عن اجيالٍ تتابعت في نقله من الصّحابة إلى التّابعين الأخيار، ولا زالت رحلتنا في الحديث عنهم متوقِّفةً عند التابعين ونصل في الكتابة عنهم إلى راوٍ منهم إنّه واقدُ بن عمرو فتعالوا نقرأ في سيرته مع الحديث.
نبذة عن واقد بن عمرو
هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو عبدِ اللهِ، واقدُ بنُ عمرو بنِ سعدِ بنِ معاذٍ، من رواة الحديث النّبويِّ الشّريفِ، كانَ من سكّانِ المدينة المنوّرة، من الأنصارِ، وجدُّه سعدُ بنُ معاذٍ من كبار المحدّثين من الصّحابة، عاش في المدينة المنوّرة ونَهل من علم علمائها من الصّحابة والتّابعينَ وفيها توُفِيَ رحمه الله وكانت وفاتُه في العام العشرينّ بعدَ المائة من الهجرة .
روايته للحديث
كان واقدُ بنُ عمرو بنُ سعدٍ من التّابعين الّذين رووا الحديث النَبويَّ الشّريفَ، وقد روى عن الصّحابة من أمثال: أنسِ بنِ مالكَ وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرو رضي الله عنهم، كما روى عن أفلَح مولى أبي أيُّوبَ الأنصاري ونافعٍ بنٍ جبير من التّابعين رحمهم الله، وقد روى من طريقِه الحديثَ كثيرٌ من الرّواة المحدّثينَ من أمثالِ: داوود بنِ الحُصَينِ وسعدِ بنِ إسحاقَ وعتبَة الأنصاري ويحيى بن سعيدٍ الأنصاري رحمهم الله، كما كان من الثّقات عند كثيرٍ من أهل الحديثِ النّبويِّ وروى له الإمام مسلم وأبو داوودَ والإمامُ التّرمِذيُّ والإمامُ النّسائيُّ رحمهم الله.
من رواية واقد بن عمرو للحديث
ممّا وردَ من رواية الحديثِ النّبويِّ منْ طريقِ واقدِ بنِ عمرو بنِ سعدِ ما أورده الإمامُ مسلمُ بن الحجّاجِ في صحيحه: ((حدّثنا عبدُ الوَهّابِ قالَ: سمِعتُ يحيى بنَ سعيدٍ، قالَ: أخبَرَنِي واقدُ بن عمرو بنِ سعدِ بنِ مُعاذٍ الأنْصارِيُّ، انّ نافِعَ بنِ جُبَيرٍ، أخْبَرَهُ، أنَّ مَسْعُودَ بنَ الحَكَمِ الأنْصارِيَّ أخْبَرَهُ أنّه سَمِعَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ يقولُ في شأْنِ الجَنائِزِ: إنَّ رسولَ الله صلّى الله عليهِ وسلَّمَ قام، ثمَّ قَعَدَ، وإنّما حدَّث بذلكَ، لأنَّ نافِعَ بنَ جُبَيرٍ رأى واقِدَ بنَ عمرو قامَ حتَّى وُضِعَتِ الجَنازَةُ. )) من كتاب الجنائزِ، رقم الحديث 962/83.