ما هي وصايا النبي محمد في الابتعاد عن الزنا؟
كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد والكثير من الوصايا التي كان يحث الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا من دور وفضل كبير في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
الزنا هي معصية تجمع من بين ما يجمع قلة الدين وبين وذهاب المروءة وبين وموت الورع وبين وانتشار الدياثة، ومعصية الزنا تقتل الحياء في نفس من قام بها، فيصبح فاعلها انسان فاقد للحياء وفاقد الخجل.
الزنا: هي معصية من كبائر الذنوب التي حرمها الله في كتابه القرآن الكريم، وقد حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية الشريفة، ومعصية الزنا عقوبتها كبيرة مثل قدرها، فيعاقب من يقوم بتلك المعصية بالرجم حتى الموت، والزاني الذي يقوم بالمعصية الذي لم يتزوج عقوبته هي الجلد والتغريب عن اهله وعن بلده.
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ شَقِيق عَنْ عَبْد اللَّه هُوَ اِبْن مَسْعُود قَالَ: “سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيّ الذَّنْب أَكْبَر؟، قَالَ: «أَنْ تَجْعَل لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَك» ، قَالَ: “ثُمَّ أَيّ؟”، قَالَ: «أَنْ تَقْتُل وَلَدك خَشْيَة أَنْ يَطْعَم مَعَك» ، قَالَ: “ثُمَّ أَيّ؟”، قَالَ: “أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِك”.”
فرسول الله صلى الله عليه و سلم جعل كبيرة معصية الزنا بعد الشرك بالله عز وجل والقتل مباشرة لما لها من آثار كبيرة مدمرة على الفرد وعلى المجمتع.
قال صلى الله عليه وسلم: “لاتزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا؛ فأوشك أن يعمهم الله بعذاب”.
وعن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم، وما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت” [قال الألباني صحيح على شط مسلم].
وفي حديث ابن عمر أيضًا رضي الله عنهما، قوله: “لم تظهر الفاحشة في قوم قط؛ حتى يعلنوا بها؛ إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا” [صححه الألباني].
فالزنا هي معصية سريعة، لكن لهذه المعصية عواقبها الوخيمة، وهي سبب لتفشي العديد من الامراض مثل الطاعون (الطاعون أي مرض عضال لا علاج له) ومثل مرض الأيدز والسرطانات.
جاء في صحيح البخاري في حديث المنام الطويل أنه صلى الله عليه وسلم قال: “فانطلقنا، فأتينا على مثل التنور – قال: وأحسب أنه كان يقول – فإذا فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟… قال:… هؤلاء الزناة والزواني” .
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا جَرِير حَدَّثَنَا سُلَيْم بْن عَامِر عَنْ أَبِي أُمَامَة أَنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: “يَا رَسُول اللَّه اِئْذَنْ لِي بِالزِّنَا”، فَأَقْبَلَ الْقَوْم عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: “مَهْ مَهْ”، فَقَالَ: «ادْنُهْ»، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا فَقَالَ: «اِجْلِسْ»، فَجَلَسَ فَقَالَ: «أَتُحِبُّهُ لِأُمِّك؟» ، قَالَ: “لَا وَاَللَّه, جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك”، قَالَ: «وَلَا النَّاس يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ» ، قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِك؟» ، قَالَ: “لَا وَاَللَّه يَا رَسُول اللَّه جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك”، قَالَ: «وَلَا النَّاس يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ» ، قَالَ «أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِك»، قَالَ “لَا وَاَللَّه, جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك”، قَالَ: «وَلَا النَّاس يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ» ، قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِك؟» ، قَالَ: “لَا وَاَللَّه”, جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك قَالَ: «وَلَا النَّاس يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ»، قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِك؟» ، قَالَ: “لَا وَاَللَّه، جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك”، قَالَ: «وَلَا النَّاس يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ» ، قَالَ فَوَضَعَ يَده عَلَيْهِ وَقَالَ: “اللَّهُمَّ اِغْفِرْ ذَنْبه وَطَهِّرْ قَلْبه وَأَحْصِنْ فَرْجه””.
فعن عبدالله بن عمر قال: “كنت عاشر عشَرة رهطٍ من المهاجرين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبَل علينا بوجهه فقال: ((يا معشر المهاجرين، خمسُ خصال، أعوذُ بالله أن تدركوهن: ما ظهرتِ الفاحشةُ في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتُلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافِهم الذين مضَوْا، ولا نقَص قوم المكيال إلا ابتُلوا بالسِّنين وشدةِ المؤونة، وجَوْر السُّلطان، وما منَع قومٌ زكاة أموالهم إلا مُنِعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائمُ لم يمطروا، ولا خفر – نقض – قومٌ العهدَ إلا سلَّط اللهُ عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخَذوا بعضَ ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتُهم بما أنزل اللهُ في كتابه إلا جعَل الله بأسهم بينهم))” .
وقال صلى الله عليه وسلم: “إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان على رأسه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه” .