وقدان العبدي والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كانَ للحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ رحلةٌ طويلةٌ خاضَها الرُّواةُ بجُهدٍ مُتَواصِلٍ منْ زمنِ النَّبي صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ إلى زمنِ تدْوينِ الحديثِ في مُخْتَلَفِ الكُتبِ المُدَوَّنَةِ، وقدْ جاءَ منْ بَعدِ الصَّحابَةِ رُضْوانُ اللهِ عليْهِم منْ لازَموهُم ورَحلوا إليهم أيْنَما رَحَلُوا وارْتَحَلوا؛ أَنَّهُمْ جيلُ التَابِعينَ، الَّذين تفرَّقُوا في الأمصارِ فصارَ الحديثُ منتَشِراُ في غيرِ أماكِنِ تواجُدِ رُواتِهِ الأوائِلِ، وقد إشتَهَرتْ مُدنُ العراَقِ بالمُحَدِّثين التَابعينَ وخاصَّةً البصرَةَ والكوفَةَ، وها نَحْنُ نَصِلُ في رِحالنا إلى الكوفَةِ حيثُ مسكَنُ الرَّاوي وقدانَ العبْدِيِّ، فتعالوا معنا نقرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديث النَّبويِّ الشَّرِيفِ.

نبذة عن وقدان العبدي:

هو: التّابعيُّ الجليلُ، أَبو يَعْفورَ، وَقْدانُ العَبْدِيٌّ الكُوفِيُّ، وقيلَ إسمُهُ واقدٌ العَبْدِيُّ، ولَقَبُهُ وقدانُ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، منْ أهلِ الكُوفَةِ بالعِراقِ فيقالٌ له الكوفِيُّ، أدْرَكَ جَمْعاً منَ الصَّحابَةِ ورَوَى الحديثَ عنْهُم، وكانَ منْ علماء الكوفَةِ ومُحدِّثِيها، وكانَتْ وفاتُهُ في العامِ العِشْرينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ تقريباً، يرْحَمُهُ الله.

روايته للحديث:

كانَ وَقْدانُ العبْدِيُّ منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وقدْ روَى الحديثَ عنْ عدَدٍ منَ الصَّحابَةِ رُضْوانُ اللهِ عَلَيْهِم ومِنْهم: أنَسِ بنِ مالِكٍ وعبدِ اللهِ بنِ أبي أوفَى وعبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنْهُم، كما رَوَى الحَدِيثَ عنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ ويزيدَ بنِ الحارِثِ العَبْدِيِّ وغيرِهِمْ منَ التَّابعينَ رَحِمَهُمُ اللهُ.

أمَّا منْ رَوَى الحَديثَ منْ طريقِ وَقْدانَ العَبْدِيِّ فَمِنْهُم: زائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ وشَرِيكُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي نَمِرٍ والسُفْيانانِ ابنُ عُيَيْنَةَ والثَّوْرِيُّ وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ وأبو عَوانَةَ اليَشْكُرِيُّ وغيرُهمْ رَحِمَهُمُ اللهُ، كما كانَ منْ ثِقاتِ رِوايَةِ الحديثِ وحَدِيثُهُ عندَ جَماعةِ الحديثِ سوى ابنِ ماجَةَ.

من رواية وقدان العبدي للحديث:

مِمَّا جاءَ في كُتُبِ الحديثِ منْ روايتِهِ منْ طَرِيقِ وقْدانَ العَبْدِيِّ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ في صَحِيحِهِ في كتابِ الإيمانِ: (( حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ أبِي عُمَرَ المَكِّيُّ، حَدَّثَنا مَرْوانُ الفَزَارِيٌّ، حَدَّثَنا أَبُو يَعْفورٍ، عنِ الوَلِيدِ بنِ العَيْزَارِ، عنْ أَبِي عَمْرُو الشَّيْبانِيِّ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ قالَ: قُلْتُ: يانَبِيَّ اللهِ، أَيُّ الأعْمالِ أَقْرَبُ إلَى الجَنَّةِ؟ قالَ: ( الصَّلاةُ عَلَى مَوَاقِيتِها ). قٌلْتُ: ومَاذا يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: ( بِرُّ الوَالِدَيْنِ ). قٌلْتُ: ومَاذا يا نَبِيَّ اللهِ؟. قالَ: (الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ). رَقَمُ الحَدِيثِ 85/138 )).


شارك المقالة: