يزيد بن حميد والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كانَ علمُ الحديثِ الشَّريف لَهُ مكانتُهُ الخاصَّةُ عندَ علماءِ الأمَّةِ الإسلاميَّة علَى مرِّ العُصورِ والأزْمِنَةِ، وذلِكَ لمكانَتِهِ في بيانِ الشَّرعِ بعدَ القُرآنِ الكَريمِ، ولقد كانتْ لهُ رِحلَةٌ طويلَةُ بدأَها الصَّحابَةُ رُضْوانُ اللهِ عَلَيْهِم منْ كانوا هُمْ بوابَّة النَّقلِ وانتِشارِه في كلِّ الأمْصارِ الإسلاميَّةِ، ولقد كانتْ حاضِرةُ العراقِ لَها نصيبٌ في هذا العِلمِ وخاصَّة البَصْرةُ والكوفَةُ في ما كانَ فيها من رواةٍ مُحَدِّثينَ، ومحطَّتُنا في هذِه السُّطور هي البَصْرَةُ حيث كانَ يُقيِمُ الرَّاوي التَّابعيُّ المٌحَدِّثُ يزيدُ بنُ حُمَيْدٍ أبو التِّياحِ البَصْرِيُّ، فتعالوا نَقْرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن يزيد بن حميد:

هوَ التَّابعيُّ الجليلُ، أبو التِّياحِ وقيلَ أبو التِّناحِ، يزيدُ بنُ حُمَيْدٍ البَصْرِيُّ، وقيلَ الضُّبَعِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، منْ أهلِ البَصْرَةِ بالعِراقِ، وكانَ منْ العُبَّادِ في البَصْرَةِ لما كانَ يُعْرَفُ عنْهُ بكَثْرَةِ العِبادَةِ، وقالَ عنْهُ الإمامُ الذَّهبيُّ رَحِمَهُ اللهُ إمامٌ حُجَّةٌ، وقدْ كانَتْ وفاتُهُ رَحِمَهُ اللهُ في مدينَةِ سَرْخَسٍ في تركمانِستانَ قديماً في إيرانَ حديثاً في العامِ الثَّامِنِ والعِشْرينَ بعدَ المائَةِ وقيلَ في العامِ الثَّلاثينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ.

روايته للحديث:

كانَ أبو التِّياح يزيدُ بنُ حُمَيْدٍ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ، وقدْ رَوَى الحديثَ النَّبويَّ عمَّنْ أدْرَكَهُمْ منَ الصَّحابَةِ ومِنْهُمْ: أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُمْ جيعاً، كما روى عن عَدَدِ منَ التَّابعينَ منْ أمثالِ: مُطَرِّفَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشَّخيرِ والحَسَنِ البَصْرِيِّ وحُميدِ بنِ عبدِ الرَحْمنِ الحِمْيَريِّ وموَرِّقِ العِجْليِّ وأبي عُثْمانَ النَّهدِيِّ وغيرِهمْ عليْهِمْ رَحْمَةُ اللهِ.

أمَّا منْ روَى الحديثَ منْ طريقِ أبي التِّياحِ يزيدَ بنِ حُمَيْدٍ : الحمَّادانِ ابنُ سَلَمَةَ وابنُ زَيْدٍ وسعيدُ بنُ أبي عَروبضةَ وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ وهَمَّامُ بنُ يحيَى وغيرُهمْ، كما كانَ مِمَّنْ عُرِفَ بالثِّقةِ في الرِّوايَةِ وروى لَهُ جَماعَةُ الحديثِ.

مِن رواية يزيد بن حميد للحديث:

مِمَّا ورَدَ في كُتُبِ الحديثِ منْ رِوايَةِ يزيدَ ينِ حُمَيْدٍ للحديثِ ما أورَدَهُ الإمامُ التِّْرمِذِيُّ رَحِمَهُ اللهُ في سُنَنِهِ في أبوابِ الصَّلاة عنْ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: (( حدَّثَنا هَنَّادٌ، قالَ: حدَّثَنا وَكيعٌ، عنء شُعْبَةَ، عنْ أبي التِّياحِ الضُّبَعِيِّ، قالَ: سَمِعْتُ أنَسَ بنَ مالِكٍ يَقُولُ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يُخالِطُنَا حَتَّى كانَ يَقُولُ لأَخٍ لِي صَغيرٍ: ( يا أبا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ ) قالَ: ونُضِحَ بِساطٌ لَنا فَصَلَّى عَلَيْهِ. إلخ الحديثِ ورَقَمُهُ 333 )).


شارك المقالة: