أبان بن عثمان والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منزلةٌ كبيرةٌ بينّ أمّة الإسلام، فهمْ خيرُ قرنٍ كما قال النّبي عليه السّلام ( خيرٌكُم قرني )، لازموه وحفظوا منه الحديث ورووه لمن بعدَهم من التّابعين الأخيارِ رحمهم الله وقد كان من صُلب صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من رووا الحديث وحَملو أمانة نقلهِ عن آبائِهم ، ومنهم من سنتكلّمُ عنه في هذه السّطور من كان خلفاً لعثمان بن عفّانَ ذي النورين، الحَيِيٌّ ، إنّه إبنُه الرّاوي أبانُ بنُ عُثمانَ بن عفّانَ فتعالوا معنا في الحديث عن سيرته.

نبذة عن أبان بن عثمان

هو: التّابعيّ الجليلُ، أبو سعيدٍ، أبانُ بنُ عثمانَ بنُ عفّانٍ، من رواة الحديث من كبار التّابعين، كان يسكنُ المدينة المنوّرة وجلس إلى العلماء في الفقه والحديث فيها حتّى أخذ علماً وافراً فيهِما، وقيلَ كان من فقهاء المدينة العشرة، وقد نال من رواية أبيه ثالثُ الخلفاءِ الرّاشدين كثيراً من علم الحديث، وتسلّم إمارة المدينة في خلافة عبدالملك بن مروان وتوفي في العام الخامِسِ بعد المائة من الهجرة النّبويّة.

روايته للحديث

كان أبانُ بنُ عثمانَ بنُ عفّانَ من التّابعين الرّواة عن الصّحابة رضي الله عنهم فقد روى الحديث عن أبيهِ عُثمانَ بنِ عفّانٍ وعن زيد بن ثابتٍ وروي أنّه كان يكتب الحديث عن أبيهِ فلمّا عَلِمَ بذلك نهاه، كما روى عن أبانِ بنِ عثمان كثيرٌ منَ المحدّثين من أمثال: أبي الزّنادِ عبداللهِ المدنِيِّ وعمرو بنِ دينارٍ وعامر بنِ سعد وعمر بنِ عبدِالعزيزِ وابن شهابٍ الزّهريِّ وغيرهم رحمهم الله تعالى وكان من المقلّين في الرّواية ووثّقَهُ كثير من أهلِ الحديثِ.

من رواية أبان بن عثمان للحديث

ممّا وردَ من رواية الحديث النّبويّ من طريق أبانِ بنِ عثمانَ بنِ عفّانَ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: ((حدّثَنا يحيى بنُ يحيى قالَ قَرأْتُ على مالكٍ عنْ نافِعٍ عنْ نُبَيهِ بنِ وَهبٍ أنَّ عُمَرَ بنَ عُبَيْدِاللهِ أرَادَ أنْ يُزَوِّجَ طَلْحَةَ بنَ عُمَرَ بنتَ شَيْبَةَ بنِ جُبَيْرٍ فأرْسَلَ إلى أبانِ بنِ عثمانَ فحَضَرَذلِكَ وَهُوَ أَميرُ الحَجِّ فقالَ أبانٌ: سَمِعْتُ عُثمانَ بنَ عفّانَ يقول: قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ (لا يَنْكِحُ المُحْرِمُ ولا يُنْكَحُ ولا يَخْطُبْ ) من كتاب النّكاح، رقم الحديث 1409/41 )).

المصدر: تهذيب الكمال للمزيصحيح مسلم للإمام مسلمسير أعلام النبلاء للذهبي


شارك المقالة: