يقول تعالى في محكم كتابه العزيز: ( والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان رضيَ الله عنهم ورَضٌوا عنه وأعدّ لهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم)صدق الله العظيم- التّوبة 100، هم الصّحابة والتّابعون، أُولوا الفضل والسّبْقِ،هم القرّاء والمحدّثون، ناقلوا الوحي والتّنزيل، ما أعظمَ شأنَهم وهم ينقلون وحي الله!، وقد برزوا في رواية الحديث النّبويّ الشريف فكان لهم تابعون تسلّموا ميراث الحديث عن بعضِهم، ولازلنا في الكتابة عنِ التّابعين منهم، ووصلنا إلى التّابعيّ أبي نَضْرَة المنذر بنَ مالك فتعالوا معنا في سيرته.
نبذة عن أبي نضرة
هو التّابعيّ الجليل، أبو نَضْرَةَ ، منذر بن مالك بنُ قُطَعَة، من رواة الحديث الشّريف من التّابعين، كان بصريّ المسكن، واشتهر بعلمِه في الحديث النّبويّ الشريف، كان مرجِعاً لأهل العلمِ في زمانه، ويقال عنه أبو نَضرَة العُوقيّ نسبة إلى أحد بطون بني قيس وهم العُوقة، حدّث عن كثير من الصّحابة والتّابعين وتوفي في السّنة السّابعة بعد المائة من الهجرة النّبويّة رحمه الله.
روايته للحديث
كان أبو نَضرةَ المنذرُ من رواة الحديث الشّريف عن عدد من الصّحابة من أمثال: أ بي هريرة وعبدالله بن عبّاس وجابر بن سَمُرَة وجابر بن عبدالله وعبدالله بن الزَبير وأبي سعيد الخُدُريّ وغيرهم رضوان الله عليهم، وروى عن بعض التَابعين من أمثال: أبي فراس النّهديّ وصُهيب مولى عبدالله بن عبّاس وغيرهم رحمهم الله، كما روى عنه الحديث كثير من المحدّثين من أمثال: يحيى بن كثير وسعيد الجُرًيْرِيّ وأبو الأشهب العطارديّ وسعيد بن أبي عَروبة وغيرهم رحمهم الله وكان ممَّن روى له كثير من جماعة الحديث كالإمام مسلم وغيره ووثّقَه كثير من أهل الجرح والتّعديل.
من رواية أبي نضرة للحديث
ممَّا ورد من رواية أبي نَضْرة للحديث النّبويّ الشريف ما أورده الإمام مسلم في صحيحة: (( حدّثنا شُعبة عن أبي سَلمَة قال: سَمِعْتُ أبا نَضْرةَ يُحَدِّثُ عن أبي سعيد الخُدُريّ، عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إنّ الدُّنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وإنّ الله مُستَخْلِفُكُمْ فيها فينظرُ كيف تَعْمَلَون فاتّقُوا الدُّنيا واتّقُوا النّساءَ فإنَّ أوّلَ فِتْنَةِ بني إسرائيل كانت في النّساءِ)من كتاب الذّكر والدّعاء، رقم الحديث 2742)).