اقرأ في هذا المقال
لم تقتصر أحكام التلاوة والتجويد على قراءة كلمات القرآن الكريم والوقف عليه، ونطق حروفه، ووصل كلماته أو قطعها، وغيرها من الأحكام المماثلة، وإنما اهتم علم التجويد بكل ما يتعلق بالقرآن الكريم وتلاوته، ومن الأمور التي أعطاها علماء التلاوة والتجويد نصيب من البحث والدراسة موضوع التكبير بين سور القرآن الكريم، فما هي أحكام التكبير بين سور القرآن الكريم؟
حكم التكبير بين سور القرآن
أجمع العلماء في عدة مذاهب على أنّ التكبير بين سور القرآن الكريم سنة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحسب رواية حفص فإن التكبير يبدأ من بعد سورة الضحى، إلى ما بعد سورة الناس، وورد ذلك بصورتين:
الأولى: التكبير بجملة الله أكبر بين كل سورتين، وفي بعض الأحيان اتباعها بالتهليل بجملة لا إله إلا الله، والتحميد بالحمد لله.
الثانية: عدم التكبير نهائياً بين السور، وإن كان في سور الختم، وقد ورد هذا في رواية حفص من الطريق الشاطبية، وهي القراءة الأكثر شهرة بين الناس، وترك معظم الناس التكبير بين سور الختم؛ لالتزامهم بالقراءة على طريق الشاطبية.
الحكمة من التكبير بين سور القرآن
اجتهد علماء القراءة والتجويد في بيان الحكمة من التكبير بين سور القرآن الكريم، فقالوا بأن الوحي انقطع عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان عليه الصلاة والسلام يكبر ويأمر الصحابة بذلك، فكانت نتيجة ذلك نزول الوحي بسورة الضحى، فاستقبل عليه الصلاة والسلام الحدث بالتكبير، ثم أمر الصحابة بذلك بين سور الختم.
ومن الحكم التي استنتجها العلماء من التكبير، شكر الله تعالى على ما أكرم به النبي صلى الله عليه وسلم عندما أبطل ما ادعاه المشركون، حين قالوا بأن الله تعالى تخلّى عن نبيه وقاطعه معرضاً عنه، وكان التكبير شعاراً لسعادة النبي والصحابة بكرم الله تعالى ونعمته.
ومن حكم التكبير شكر القارئ لله تعالى على تمكينه من ختم القرآن الكريم، وتشريفه برحلة كريمة قيمة في طيات كتاب الله، وقراءة سوره، فقال تعالى: “وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”سورة البقرة 185.
موضع التكبير بين سور القرآن
إن أراد القارئ التكبير بين سور الختم في القرآن الكريم، عليه أن يكبر بعد الانتهاء من قراءة السورة وقبل البدء بالبسملة للسورة التي تأتي بعدها، واختلف العلماء في أن التكبير يكون قبل البسملة عند بداية كل سورة، وعلى القارئ أن يوصل التكبير بالبسملة، أو بعد الانتهاء من قراءة كل سورة مع الوقف على التكبير.