أنواع الربا وأدلة تحريمه في المعاملات المالية الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


بُنيت المعاملات المالية الإسلامية على أُسس شرعية ثابتة، تصب في مصلحة الفرد والجماعة، فيما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وحرصت على البعد عن كافة أشكال الربا التي تخلّلت المعاملات المالية في النظم التقليدية، ولذلك بيّن الفقه الإسلامي كل ما يتعلّق بالربا أو يقود للتعامل به، للحذر منه والابتعاد عن المعاملات التي تتضمن أي شكل من أشكاله الربا.

تعريف الربا:

الربا هو الفضل الذي يُشترط للتعويض في المعاملات المالية، كالبيع أو القرض، ويكون ذلك عند تبادل الأموال ذات المعيار الشرعي، والفضل هنا نعني به الزيادة وتكون في القدر، أو في الأجل، ويُقدّم الفضل لأحد طرفي العقد دون عوض مقابل للطرف الآخر.
وحتى تعتبر هذه الزيادة من الربا، يجب أن تكون مشترطة، وإن كانت غير ذلك فالعقد جائز شرعاً ولا خلاف فيه، استدلالاً بسنة النبي محمد _عليه الصلاة والسلام_ حيث استقرض الأموال في إحدى الغزوات لتجهيز الجنود، وعندما تم جمع أموال الصدقات بعد ذلك، أعاد الأموال لأصحابها مع الزيادة، ويرتبط الربا بعقدي البيع والقرض.

حكم الربا وأدلته:

حكم الربا التحريم، فهو محرّم بناءً على نصوص ثابتة في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، والإجماع.
ومن الأدلّة على تحريم الربا ما يلي:

  • أول مانزل في الربا قوله تعالى في سورة النساء الآيتان رقم 160-161، “فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا، وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا”.
  • ثمّ نزلت الآية الكريمة التي أشارت إلى التضاد بين الربا والصدقة، وهي قوله تعالى في سورة الروم الآية رقم 39، “وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ”.
  • وآخر ما نزل في تحريم الربا الآيات رقم 275-276 من سورة البقرة، قال تعالى:”الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ”.
  • إضافة إلى العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي دلّت على تحريم الربا، ومنها قول الرسول _عليه الصلاة والسلام_، عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ : “اجتنبوا السبع الموبقات: …. وأكل الربا …” حديث صحيح.
  • كما أجمع علماء الأمة الإسلامية على تحريم الربا، اعتماداً على الأدلة الشرعية الواردة في الربا، والتي ذكرنا بعضاً منها مقدّماً.

أنواع الربا:

بما أنّ الربا يتعلّق بعقدي البيع والقرض، فإنّه يُقسم إلى قسمين، وهما:

  • ربا الديون (القروض): وهو الزيادة المشروطة في عقد القرض، وثبت تحريمها في القرآن الكريم.
  • ربا البيوع: وينقسم إلى نوعين، وهما:
  1. ربا الفضل: وهو الزيادة في واحد من البدلين الربويين، من الصنف الواحد.
  2. ربا النسيئة: وهو أن يتم بيع مالين ربويين، مع اشتراط تأجيل أحدهما.

المصدر: فقه المعاملات المالية، أحمد السعد، 2006المعاملات الشرعية المالية، أحمد إبراهيم، 2008المعاملات المالية أصالة ومعاصرة، دبيان بن محمد، 2013موسوعة فتاوى المعاملات المالية للمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية، علي جمعة محمد، 2018


شارك المقالة: