إبراهيم التيمي والرواية

اقرأ في هذا المقال


ما زلنا نبجرُ في رحلتنا في بحرِ الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ، ذلك البحرُ الّذي أبحر فيه كثيرٌ من الرّواة من أصحابِ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّمَ وكانَ زادُهم وافرٌ من الرّواية للحديث النبوي الشريف فبَرزَ منْهمْ كثيرٌ من المكثرينَ للرواية والمقلّين، ثم جاءَ منْ بعدِهم التّابعونَ الّذين استلموا مهمَّة الرواية والنقلِ عن الصّحابة رضوان الله عليهم لتستَمرَّ مسيرَةُ الحديث النبوي الشريف ليتّصِلَ إلى زمننا بسنَدٍ مُتَّصِلٍ، ولا زلنا في طبقة التّابعينَ نبحثُ عن رواتِهِم حتَّى وصَلْنا إلى المحدِّث التّابعيُّ إبراهيمَ التَّيميِّ، فتعالوا نقرأ في سيرتِه مع الحديث النّبويِّ الشريف.

نبذة عن إبراهيم التيمي

هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو أسماءَ، إبراهيمُ بنُ يزيدِ التّيْمِيِّ، من رواةِ الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ، وقيلَ عنْه أنّه كانَ من شباب الكوفةِ من العُبّادِ ، وكانَ من طلبةِ علم الحديثِ والفقْهِ، ورويَ أنَّ سببَ وفاتِهِ سجنُ الحجّاجِ له عن إبراهيمَ النّخعيِّ عندما سأَلَه عن إبراهيم النّخعي فلم ينقل إليهِ خَبَرَه فقَتَلَهُ الحجّاج وكانَتْ وفاتُه في العام الخامسِ والتّسعينَ من الهجرة وهو لمْ يتَجاوزِالأربعينَ منْ عُمُرِهِ رحمه الله.

روايته للحديث

كانَ إبراهيمُ التَّيمِيُّ من رواة الحديثِ النّبويِّ الشّريف وقدْ رَوى الحديثَ النَّبويَّ الشريف عن أنَسِ بنِ مالِكٍ من الصّحابة رضوانُ الله عليهِم، كما روى عن جيلِ التَابعينَ عن: عمرو بنِ ميمونٍ وعبدِ الرّحمنِ بن أبي ليلى وغيرُهم يرحمهم الله، كما روى من طريقِه الحديثَ جمعٌ كثيرٌ من الرّواةِ المُحَدِّثين من أمثالِ: سعيدٍ البَقّالِ وسُليمانَ الأعْمَشِِ والعَوّامِ بنِ حَوشَبٍ ويونُسِ بنِ عُبَيدٍ وغيرُهم يرحمهم الله وكانَ من أهلِ الثّقة في الرّوايةِ وحديثُهُ عند جماعةِ الحديثِ.

من رواية إبراهيم التيمي للحديث

ممّا ورَدَ منْ روايةِ الحديثِ من طريقِ إبراهيمَ بنِ يزيدٍ التّيميِّ ما أورَدَه الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في صحيحِه: ((حدّثَنا أبو سعيدٍ الأشَجُّ، وإسحاقُ بنُ إبراهيمَ ، قالَ إسحاقُ: أخْبَرنا، وقالَ الأشَجُّ: حدّثنا وكيعٌ ، حدّثَنا الأعْمشُ، عنْ إبراهيمَ التَّيميِّ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي ذَرٍّ، قالَ: سألْتُ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلَّمَ عنْ قوْلِ اللهِ تعالى: ( والشّمسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لها ). قالَ: (مُسْتَقَرُّها تَحْتَ العَرْشِ ). من كتاب الإيمانِ، رقم الحديث 159/251 )).


شارك المقالة: