ابن أبي كثير والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان الحديث النّبويّ الشّريف ولا زال محطة لكل طالبي العلمِ الشّرعيّ يرجعون إليه في التشريعات الفقهيّة المختلفة ، ولأهميّته التّشريعيّة بقيت الأمّة على اتّصال دائم برواة الحديث النّبويّ، إبتداءً من الصّحابة رضوان الله عليهم مرجع الحديث النّبويّ الأول الّذين ماتوانوْا عن حفظه وروايته للتّابعين من بعدهم ثمّ إلى أخر طبقة في إسناد الحديث النّبويّ، وفي أثناء مسيرتنا في البحث عن الرّواة توقفنا في محطّة التّابعين عند المحدّث يحيى بن أبي كثير فتعالوا معنا نتتبّع سيرته مع الحديث.

نبذة عن ابن أبي كثير

هو: التّابعيّ الجليل، المحدّث،أبو نَصْر، يحيى بن صالح الطّائيّ والذي يعرف بابن أبي كثير، من رواة الحديث النّبوي عن الصّحابة، كان صاحب علم في الرواية لمن بعده، سكن المدينة المنوّرة وجلس إلى علمائها حتى أصبح له مكانة عند الرّواة وتعرّض لكثير من المحن لخشيته ودفاعه عن الحقِّ وكانت وفاته في العام التّاسع والعشرين بعد المائة من الهجرة وقيل سنة اثنتين وثلاثين بعد المائة رحمه الله.

روايته للحديث

كان يحيى بن أبي كثير من التّابعين الّذين رووا عن الصّحابة الكرام وممّن روى عنهم: أنس بن مالك وجابر بن عبدالله ـ مرسِلاً له الحديث ـ وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى عن جملة من التّابعين من أمثال: أبي سَلَمة بن عبدالرّحمن وعكرِمةَ البرْبَرِيّ ونافع مولى عبدالله بن عمر والإمام الأوزاعيّ وأبي قلابة الجرْمِيِّ وأبانُ بن يزيد وغيرهم عليهم رحمة الله وكان من الثّقات عند بعض أهل الحديث كابن حجر العسقلانيّ مع الإرسال والتّدْليس عند بعضهم، كما روى له جماعة الحديثرحمهم الله.

من رواية ابن أبي كثير للحديث

ممّا ورد من رواية الحديث النّبويّ الشّريف من طريق يحيى بن أبي كثير ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: ((حدّثنا أبانُ بنُ يزيدٍ حدّثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سّلمة عن جابر ـ بن عبدالله ـ قال: أقْبَلْنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى إذا كنّا بذاتِ الرّقاعِ ، بمعنى حديث ابن شهاب الزّهريّ بنفس الكتاب ورقمه843/13/ بعد 1392)). وهذا من باب الشاهد على الحديث.


شارك المقالة: