ما زلنا مع قرَّائنا الأعزاء في البحث عن الرّواة المحدّثين للحديث النّبويّ الشّريف، وقد مررنا بالكتابة عن الصّحابة الأجلّاء رضوان الله عليهم ممّن لازموا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحفظوا الحديث من فمهِ الطّاهرِ عليهِ الصّلاة والسّلام مع قلّة الكتابة والتدوين، انتقالاً إلى التّابعين الّذين نقلوا الحديث ودوّنوه عن الصّحابة ونقلوه لمن بعدهم من أتباع التّابعين حتى وصل إلينا بسَنَدِهم، وأُرِّخت روايتهم في كتب الحديث النّبويّ، وها نحن نصل بروايتنا إلى التّابعيّ الجليل، شُعًيْب بن الحَبْحاب رحمه الله فتعالوا معنا إلى سيرته العطرة.
نبذة عن بن الحبحاب
هو: التّابعيّ الجليل، أبو صالح، شُعيبُ بن الحَبْحاب الأزْديّ،كان مولى لقوم يقال لهم زافر، من الأزْدِ، من التّابعين الّذين رووا الحديث النّبويّ عن الصّحابة، كان من الّذين اشتهروا بعلمه في الحديث في زمانه، ومرجعاً للتّابعين أقرانِه ومنْ بعدهم، سكن البصرة حيث مجالس العلم وبقي فيها إلى أن توفي في العام الثّلاثين بعد المائة من الهجرة وقيل العام الواحد والثّلاثين بعد المائة من الهجرة،رحمه الله تعالى.
روايته للحديث
كان شُعَيب بن الحَبْحَاب من التّابعين الّذين أدركوا صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وروى عنهم الحديث النّبويّ الشريف وممن روى عنهم: أنس بن مالك خادم النّبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، كما روى عن عدد من التّابعين من أمثال: إبراهيم النّخعيّ وعامر الشّعبيّ وأبي قِلابة وغيرهم رحمهم الله، كما روى الحديثالنبوي الشريف من طريقة كثير من المحدّثين من التّابعين وأتباعهم كحمّاد بن سَلَمة ومعمّر بن راشد وهارون النّحويّ وشعبة بن الحجاج وغيرهم رحِمَهم الله تعالى، وقد بلغت أحاديثة ثلاثون، روى له أصحاب السّنن كلُّهم إلّا ابن ماجة وكان عند أهل الجرح والتّعديل من الرّواة الثقات.
من رواية شعيب للحديث
ممّا رُوِيَ من طريق شُعَيبِ بن الحَبْحاب ما أورده الإمام مسلم في صحيحه ((حدّثنا عبد الوارث عن شُعيب بنِ الحَبْحاب عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( الدّجال مَمْسُوحُ العيْنِ، مكتوبٌ بين عينيه كافر) ثمّ تَهَجّاها ك ف ر، ( يقرؤه كلُّ مسلم) صدق رسول الله ، من كتاب الفتن وأشراط السّاعة، رقم الحديث 2933)).