ابن سيرين ورواية الحديث

اقرأ في هذا المقال


لقد كان التّابعون من حفظة الحديث النّبويّ الشّريف، وقد ساروا مسارَ منْ قَبْلَهم من الصّحابة رضوان الله عليهم في ملازمة أهل الحديث النّبويّ، فلازموا الصّحابة ممّن أخذوا الحديث النّبويّ من منبعه الأصيل، وقد تفاوتت روايتهم بالحديث عن الصّحابة فكان منهم المكثر في الرّواية ومنهم المقل لبعدٍ أو لانْشِغالٍ، والآن تعالوا معنا نتحدّث عن علم من أعلام التابعين الأخيار من رواة الحديث النّبويّ، ألا وهو ابن سيرين رحمه الله.

نبذة عن ابن سيرين

هو التّابعيّ الجليل أبو بكر محمّد بن سيرين البصريّ، إمام الحديث والتفسير والفقه الإسلاميّ، ووالده كان مملوكاً للصّحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه وأعتقه أنس بعد معركة عين التمر، وقد كان مولد ابن سيرين في الخلافة الراشدة في زمن عثمان وقيل في خلافة عمر، وقد كان متّصلاً بعددٍ من الصّحابة ينهل منهم العلم بالحديث والفقه حتى أصبح عالماً في عصره وبين أقرانه، وقد وردت الروايات عن علمه في تفسير الأحلام، وكانت وفاته رحمه الله بعد أن عاش ما يقارب سبعة وسبعون عاماً في السّنة العاشرة بعد المائة من الهجرة النّبويّة.

روايته للحديث

كان التابعي ابن سيرين من الّذين أكثروا صحبة الصّحابة رضوان الله عليهم وأخذ منهم الحديث النّبويّ الشّريف وقد روى عن الصحابة كأبي هريرة وعبدالله بن عبّاس وأنس وبن الزّبير وغيرهم وقيل عنه أنه لحق بأكثر من ثلاثين صحابيّاً، وحدّث عن ابن سيرين كثير من التابعين ومن جاء بعدهم من أمثال: قُتادة ويونس بن عبيد وجرير بن حازم وغيرهم كثير وكان رحمهُ الله تعالى من الّذين يخافون من الرّواية ويتشدد فيها خوفاً من الخطأ بالحديث، وكان يسأل في العلوم فيجيب حتى إذا وصل إلى الحديث والفقه تغير لونه من شدة تقواه.

من حديث ابن سيرين

من ما ورد من الحديث من رواية ابن سيرين ما رواه الإمام مسلم في الصّحيح عن الصّحابيّ أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال:((قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:( بينما كلبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قد كاد يقتُلُه العطشُ إذ رأتْه بغيٌّ من بغايا بني إسرائيل فَنَزَعَت مُوقَها فاستَقَت له بِهِ فَسَقَتْهُ إيّاهُ فَغُفِرَ لها به) باب فضل ساقي البهائم/2245)).


شارك المقالة: