التّابعون هم : من لحقوا أصحاب رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم وأخذوا منهم العلم، ولقد كان لهم في رحلة الحديث النّبويّ الشريف بصمةٌ واضحةٌ وجهودٌ عظيمةٌ في نقل ما ورد للصّحابة رضوان الله عليهم من الحديث النّبويّ الشريف، أخذوا على عاتقهم نقل الحديث النبوي الشريف لأنّهم يعلمون قيمته ويخافون من اندثارِهِ بعد من حملوه من الصّحابة، وبرز منهم الرواة الأعلام المحدّثين وسنتحدث عن واحد منهم وهو عبدِ العزيزِ بن صُهيب رحمه الله تعالى.
نبذة عن عبدالعزيز بن صهيب
هو التّابعيّ الجليل، عبدُ العزيزِ بنُ صهيب، كان مولاً للصّحابيّ المحدّث أنس بن مالك رضي الله عنه، وقيل كان مولى لبنانة فيقال له البَنانيّ، من رواة الحديث النّبويّ الشريف، كان من علماء البصرةِ وفقهائها، وكان يعرف بعلمِه ومتابعته للحديث النبوي الشريف من مولاه أنس بن مالك، ولم يمُت حتى نقل العلم النّبويّ عن كثير من الرّواة وكانت وفاته في العام الثّلاثين بعد المائة من الهجرة النّبويّة رحمه الله.
روايته للحديث
كان عبدالعزيز بن صهيب من كبار التّابعين الّذين رووا الحديث النبوي الشريف عن أنس بن مالك وهو مولاه رضي الله عنه، كما روى عن كثير من التّابعين الرّواة من أمثال: كِنانة بن نعيم البَدويَ وعن محمّد الجَمْحيّ وأبي نضرة العبدي وغيرهم رحمهم الله، كما روى الحديث النبوي الشريف من طريق عبدالعزيز بن صهيب كثير من الرّواة من أمثال: الحسنُ بن أبي جعفر وحمّاد بن سلمة وسعيد التّنوخيّ وشعبة بن الحجّاج وهُشَيم بن بشير وأبو عُوانة اليَشْكُريّ وغيرهم عليه رحمة الله وكان عبد العزيز من الّذين شَهِد لهم أهل الحديث بالثّقة في النقل وروى له الشيخان البخاريّ ومسلم وأصحاب السّنن الأربعة: التّرمذيّ والنّسائيّ وأبو داوود وابن ماجة رحمهم الله.
من رواية بن صهيب للحديث
ممّا ورد من رواية عبد العزيز بن صهيب للحديث ما أورده الإمام مسلم في صحيحه في باب العزم بالدّعاء: (( قال أبو بكرٍ: حدّثنا إسماعيل بن عُلَيَّة عن عبدِ العزيزِ بنِ صُهَيبٍ، عن أنسِ بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا دعا أحَدُكُمْ فليَعزِمْ في الدّعاءِ ولا يَقُلْ: اللّهم إنْ شِئْتَ فأعْطِنِي فإنَّ الله لامُسْتَكْرِهَ لَهُ) كتاب الذّكر والدّعاء والتّوبة والإستغفار، رقم الحديث2678.