لقد كان للتّابعين رحمهم الله تعالى من بعد الصّحابة رضوان الله عليهم دور بارز وكبير في حفظ الحديث النّبويّ الشريف ونقله لمن جاء بعدهم حتى وصل الحديث كما هو مدوّن في كتبِ الحديث المختلفة، وقد كانوا يتسابقون إلى الرواية عن صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويلازموهم كما كانت ملازمة الصّحابة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ووصلنا في رحلتنا بين الرّواة المحدّثين إلى تابعيٍ مشهور في الحديث، ألا وهو الأعْرَج فتعالوا معنا في سيرته.
نبذة عن الأعرج
هو التّابعيّ المعروف بالأعْرَج، عبدالرّحمن بنُ هُرْمُز من أشهرِ تلاميذ الصّحابي الجليل أبي هريرة المولودِ قبل السّنة السّابعة والثلاثين من الهجرة النّبويّة الشريفة، أُشتهر بقراءة القرآن الكريم واللّغة بالإضافة إلى رواية الحديث النّبويّ، تلقّى القرآن الكريم والحديث على يد كبار الصّحابة رضوان الله عليهم الّذين أدركهم كأبي هريرة وابن عبّاس، كما كان من الّذين كتبوا المصاحف في عهده، وقد كان يعرف بمعرفته بالأنساب وملازمة العلماء من الصّحابة، وعرف بعلمه بالتفسير أيضاً، وهو شيخ الإمام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكيّ وفقيه المدينة المنوّرة،ولقّب بالأعْرَج لِعَرجٍ كان يعاني به، وكانت وفاته بعد أن رحل إلى الإسكندرية في السّنة السّابعة عشر بعد المائة من الهجرة، عن عمر زاد عن ثمانين سنة.
روايته للحديث
كان الراوي عبد الرّحمن الأعْرَج من الّذين لازموا أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأخذ منهم الحديث، ومن الصّحابة الّذين روى عنهم، أبو هريرة وأبو سعيد الخدريّ وأبو سلمة وقد روى عنه من التابعين كثير منهم الزهريّ وابن لَهِيعَة والأعمش وغيرهم كثير، ويعدّ من التاّبعين في المرتبة الثانية بعد الرواة عن العشرة المبشّرين، وأكثرُ روايتُه للحديثِ من طريقِ أبي هريرة.
من حديث الأعرج
من ما ورد من الحديث النّبويّ من طريق الأعْرَجِ عن شيخِهِ الصّحابيِّ الجليل أبي هريرة ما رواه الإمام مسلم في صحيحة ومن طريق ابن طاووس أيضاً قال:(( قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (خيرُ نساءٍ رَكِبْن الإبل، ((قال أحدهما: صالح نساء قريش وقال الآخر نساء قريش)) أحْناهُ على يتيمٍ من صِغَرِه وأرعاه على زوجٍ في ذاتِ يَدِهِ). باب فضائل نساء قريش)).