مازلنا نسافر مع رواية الحديث النّبويّ ونقف في محطّات المحدُثين له، هؤلاء الأجيال الّذين تتابعوا في نقل ما روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليضلّ هذا العلم بإتصالٍ في أمّة الإسلام إلى يوم القيامة وقد كان الصّحابة رضوان الله عليهم بابُ هذه القلعة المتينة، حرّاسٌ لها بالحفظ ونقلِ الرّواية إلى التّابعين من بعدهم، ونقف عند صفحات التّابعين الأخيار الّذين أكملوا المسيرة عن الصّحابة رضوان الله عليهم، ونصل إلى سيرة ثابت البناني رحمه الله فتعالوا نقرأ عن سيرته مع الحديث.
نبذة عن ثابت
هو: التّابعي الجليل، أبو محمّد، ثابِتُ بن أسلمَ البُنَانيّ،من بني سَعد، من رواة الحديث النّبويّ الشّريف، كان من الّذين لازموا أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولازم أنسَ بنَ مالكٍ ما يزيد عن أَربعين عاماً، كان يقطن البصرة، وعُرِفَ عنه بكثرة الصّوم وقراءة القرآن الكريم، فقيل كان يقرأ القران بيوم وليلة، وكانت وفاته رحمه الله تعالى في العام الثّالث والعشرين بعد المائة من الهجرة كما أورد ابن حجر العسقلانيّ، رحمهم الله.
روايته للحديث
كان ثابتُ بن أسلمَ الُبنَانيَ من التّابعين قي الرّواية عن الصّحابة الكرام وقد روى عن: أنسِ بن مالك وعبداللهِ بن الزّبير بن العوّام وعبدالله بن عمر وعُمر بن أبي سَلَمَة ( ربيب النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام) وغيرهم رضوان الله عليهم، كما روى عن التّابعين من أمثال: مُطرِف الشِِّّخير وعمرو بن شُعيب وأَبي العالية وأبو بُرْدَة وأبي عُثمان النّهديّ وحمّاد بنُ سلَمَةَ وغيرهم رحمهم الله، وكان من الثّقات عند أهل الحديث كما روى له كثير من جماعة الحديث.
من رواية ثابت للحديث
ممّا ورد من رواية الحديث النبوي الشريف من طريق ثابتِ بنِ سالم البُنَانيّ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: ((حدّثنا حمّادُ بن سَلَمَةَ عن ثابت البَنَانيّ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ، قال: قالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( رأيْتُ ذاتَ لَيْلَةٍ، فيما يَرَى النّائِمُ، كأنّا في دارِ عُقْبَةَ بن رافعٍ فأُتِينا بِرُطَبٍ منْ رُطَبِ ابنِ طابٍ فأوّلْتُ الرِّفعةَ لنا في الدّنيا والعافيةَ في الآخِرَةِ وأنَّ دِينَنَا قدْ طابَ)، من كتاب الرُّيا، رقم الحديث 2270 )).