الزهري والحديث

اقرأ في هذا المقال


مازلنا نسير بمركبنا في سِيَر التّابعين ذلك الجيل الذي ساهم في نقلِ وتدوينِ ما نُقِلَ عن الصّحابة رضوان الله عنهم من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، هم أصحاب الصّحابة أبي هريرة وأنسِ بن مالك وجابر وابن مسعود والخلفاء، من فُضّلوا بالصّحبة والرّواية، لازموهم لمعرفتهم بأنّهم حملة الحديث النّبويّ ورووا عنهم بوصفِهم العُدول الثّقات، نتكلم عن محدّث من التّابعين من المشهورين بالحديثِ ونَقْلِهِ إنّه الزّهريِّ رحمه الله.

نبذة عن الزهري

هو الإمام المحدّث محمّد بن مسلم بن عبيدالله الزّهريّ، ويُعرَفُ بأبي بكر المدنيّ، كان يعرف في زمانه بعلمه الوافر بالحديث بالإضافة لعلوم القرآن الكريم وعلم الأنسابِ، واُشتُهِر بذكائه وقوةِ حفظهِ، ولد في العام الثّامن والخمسين من الهجرة ولحق ببعض الصّحابة الصّغاروبعض العلماء من التابعين، وأخذ من طريقهم سند الحديث، وتعلّم الفقهَ وكان ممّن يفِد إليه طلبة العلم حتى توفي سنة مئة وأربعٍ وعشرين من الهجرة.

روايته للحديث

كان الإمام ابن شهاب الزّهريّ قد لحق بصحبة بعض الصّحابة وأخذ منهم الحديث ومنهم: عبدالله بن عمر وأنس بن مالك، كما حدّث عن كثيرِ من التّابعين من أمثال: أبان بن عفّان وإبراهيم بن عبدالرّحمن بن عوف وحبيب مولى عروة بن الزّبير وغيرهم، كما حدّث عن ابن شهاب الزّهريّ كثير من تلاميذه من أمثال: ابن كثير وقاسم الخولانيّ وأيّوب السّختياني والأوزاعيّ وغيرهم كثير وقد بلغت مروياته رحمه الله في الحديث ما يزيد على ألفي حديث.

من حديث الزهري

ممَّا ورد من رواية الزَّهريّ رحمه الله تعالى ما رواه الإمام مسلم بن الحجّاج في صحيحه من طريق محمّد بن الوليد عن الزّهريّ عن أنس بن مالك: (( أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:(لا تباغظوا ولا تحاسَدوا ولا تَدابَروا وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحلّ لمسلم أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاث) من كتاب البرّ والصّلة/ 2559)).

في فضل الزهري

لقد ذُكِر في الزّهريّ وفضله من التّابعين وغيرهم الكثير ومن ذلك ما أورده الإمام الذّهبيّ في سير أعلام النّبلاء عن الليث بن سعد أنّه قال: ((ما رأيت عالماً قطّ أجْمَعَ من ابن شهاب))، وما أورده الذّهبي أيضاً عن أبي الزّناد أنّه قال: ((كنّا نطوف مع الزّهريّ على العلماء ومعه الألواح والصّحف يكتُب كلَما سمع)).


شارك المقالة: