القاسم بن محمّد والرواية

اقرأ في هذا المقال


نتتبّعُ سيرتَهمُ العطِرة، نعيشُ روايَتهم للحديث، نستحضرُ ملازمَتهم للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حياتِه، تنقلّهم بين بعضهم لرواية حديث هنا وحديث هناك، نقرأ عن سيرَة كبارِهم كأبي هريرة وعبدالله بن عمر وابن مسعودٍ وغيرهم، نتتبّع روايتهم للأعلام من بعدهم من التّابعين، نسافر من المدينة المنورة للبصرة والكوفة، نقرأ عن سيَر المخضرمين بينهم، نتعلّم منهم منهجيّة نقل الحديث، واتّصال سندِه، نصل في رحلتنا إلى راوٍ منهم، إنّه القاسم بن محمّد بن أبي بكر نكتبُ عن سيرته هذة السّطور.

نبذة عن القاسم

هو التّابعيّ الجليل، أبو محمّد، القاسمُ بن محمّد بن أبي بكر الصّديق،من التَابعين في الرّواية، ولد في العام الخامسِ والثّلاثين من الهجرة في خلافة عليٍّ رضي الله عنه، وكان من أقرب النّاس سِمَةً بالصدّيق أبي بكر، عاش يتيم الأب وترعرعَ في بيت أمّ المؤمنين عائشة وهي عمّتُهُ، وكان من أكثر الرّواة رواية من طريقها، وعاش ما يزيد عن سبعين عاماً قضاها في العلم النَبويّ، وقيل َ أنّه أصيب بالعمى بآخر حياتِه وكانت وفاته في العام السّادس بعد المائة من الهجرة يرحمه الله.

روايته للحديث

كان القاسم بن محمّد من التّابعين الّذين رووا الحديث عن كثير من الصّحابة الأجلاء وممّن روى عنهم منهم: عمّته أمّ المؤمنين عائشة وعبدالله بن عبّاس وعبدالله بن الفاروق عمر وأسماء بنتٍ عُمَيْس جدّته وعبدالله بن عمرو ومعاوية بن أبي سفيان وعبدالله بن الزّبير وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى عن كثير من التّابعين من أمثال: أسلَمَ مولى عمر الفاروق وعبدالله بن عبدالرّحمن بن أبي بكر وغيرهم يرحمهم الله، كما روى عنه الحديث كثيرٌ من الرّواة التّابعين وأتْباعِهم من أمثال: عامر الشّعبيّ وحُميد الطّويل وأيوب السّختيانيّ وأبو الزّناد وأنس بن سيرين ومالك بن دينار وغيرهم رحمهم الله، وكان من أهل الثّقة مع قلّة مروياته من الحديث وروى له جماعة الحديث.

من رواية الحديث عن القاسم

ممّا ورد من رواية الحديث النّبويّ الشّريف عن القاسم بن محمّد ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: ((حدّثنا أبو مٌعاويةَ عن الأعمَشِ عن ثابتِ بنِ عُبَيْدٍ عنِ القاسمِ بنِ محمّد عن عائشةَ قالت: قال لي رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: ( ناوِلِينِي الخُمْرَةَ من المَسجِدِ ) قالت فقلْتُ إنّي حائِضٌ فقال: ( إنَّ حَيْضَتُكِ ليسَتْ في يَدِكِ )، من كتاب الحَيْضِ، رقم الحديث298 )).


شارك المقالة: