إنّ الوقف خلال التلاوة على أي موضع قرآني، يجب أن يكون وقفاً صحيحاً مبنياً على قواعد التلاوة وأساسياتها المنضبطة بأحكام التلاوة والتجويد، ومن القواعد التي يجب على القارئ التزامها عند الوقف، ألّا يقف على حرف متحرك، وعليه اتباع واحدة من طرق الوقف الصحيح كالروم أو الإشمام أو السكون المحض، كما عليه الانتباه إلى عدم الوقف في وسط الكلمة، وعدم جواز قطع بعض الكلمات الموصولة، وفيما يلي تفصيل موضوع الموصول والمقطوع في القرآن الكريم.
تعريف الموصول والمقطوع في القرآن الكريم
حسب قواعد التلاوة وأحكام التجويد فإنه لا يجوز للقارئ أن يقف في منتصف الكلمة، أي الوقف في وسط صوت الكلمة مع عدم إنهاء كامل حروف الكلمة، بغض النظر عن طول الكلمة أو قصرها، أو سبب الوقف.
كما اعتنى علماء التجويد القدماء منهم والمعاصرون بتوضيح موضوع الموصول والمقطوع في القرآن الكريم، وتعيين الكلمات المعنية به، ليضمن القارئ وقفاً صحيحاً أثناء تلاوته، تلاشياً للوقوع باللحن أو الخطأ دون أن يشعر.
المقطوع هو قطع الكلمة عن الكلمة التي بعدها في كتابة القرآن، مثل كتابة (أن لا)، والمقطوع هو الأصل في الكتابة، حيث أنّ أصل الكتابة الإملائية في اللغة العربية أن تكون كتابة الكلمات التي تشبه بعضها مقطوعة.
أما الموصول فهو كتابة الكلمة متصلة بما بعدها، مثل كتابة كلمتي (أن، ما) بكلمة واحدة (أمّا)، واتخذ الرسم العثماني خاصية الموصول في بعض الكلمات.
أمثلة على المقطوع والموصول
- كلمة (أَن) مع (لا) النافية: تأتي هذه الكلمة موصولة في بعض المواضع، مثل: “أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ“ سورة النمل 31.
وجاءت مقطوعة في مواضع أخرى بإجماع العلماء، مثل: “حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ” سورة الأعراف 105، وفي “وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ“ سورة التوبة 118.
- كلمة (إِنَّ) مع كلمة (ما): ولهذه الكلمة أيضاً حالتان، مقطوعة في قوله تعالى: “وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ“ سورة الرعد 40. وموصولة مثل: “فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ“ في سورة غافر 77.
- كلمة (عن) مع كلمة كلمة (ما)، ولها حالتان الأولى: مقطوعة في قوله تعالى: “فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ” سورة الأعراف 166، وهي مقطوعة فقط في هذا الموضع.
والثانية: موصولة في أكثر من موضع في القرآن الكريم، منها في قوله تعالى: “سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ“ سورة الصافات 159.
- وهناك بعض الكلمات التي اختلف العلماء في رسمها موصولة أو مقطوعة في القرآن الكريم، مثل كلمة (في) مع كلمة (ما) الموصولة، حيث جاءت مقطوعة في موضع متفق عليه، في قوله تعالى: “أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ“ سورة الشعراء 146. واختلف العلماء في رسمها بين الموصول والمقطوع، مثل: “إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ” سورة الزمر 3، وفي سورة النور 14: “وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ“.
