ما الفرق بين السور المكية والمدنية؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف المكي والمدني :

للعلماء تعريفات كثيرة منها : أنَّ المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعد الهجرة ولو كان في مكة أو غيرها، فالعبرة ليس للزمن وحده، وهو رأي راجح عند اهل هذا التخصص .

والبعض قال : أنَّ المكي والمدني ما خُوطب به أهل مكة فهو مكي وما خُوطب به أهل المدينة فهو مدني، والاعتبار هنا هو للمُخاطب وحده .

للعلماء تعريفات كثيرة منها: أن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعد الهجرة ولو كان في مكة أو غيرها، فالعبرة ليس للزمن وحده، وهو رأي راجح عند أهل هذا التخصص.

والبعض قال: أنَّ المكي والمدني ما خُوطب به أهل مكة فهو مكي وما خُوطب به أهل المدينة فهو مدني، والاعتبار هنا هو للمُخاطب وحده.

وبعض العلماء قالوا: أنَّ المكي ما نزل بمكة قبل الهجرة أو بعدها، والمدني ما نزل بالمدينة، والعبرة للمكان الذي نزلت فيه الآية أو السورة فقط.

من المعروف أنَّ المدَّة التي مكث فيها النبي صلى الله عليه وسلم قد امتدت إلى ثلاث وعشرين سنة، مكث منها ثلاث عشرة سنة في مكة المكرمة وتسمَّى قبل الهجرة، وعشر سنوات في المدينة المنورة وتسمَّى بعد الهجرة.

وخلال مدَّة بعثته صلى الله عليه وسلم تمَّ نزول القرآن الكريم ومنذ هذه اللحظة نستطيع تقسيم القرآن من ناحية المدة بالقرآن إلى: مكي ومدني.

كيفية معرفة الآيات المكية والآيات المدنية.

لم تذكر لنا كتب علوم القرآن أنَّ النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه الكرام بحفظ السور والآيات على حسب زمان النزول، بل تشير الروايات أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدد لهم المواضع من السور وقت التنزيل وعند كتابتها فقط، وبعد ذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يحفظون القرآن مرتبًا بحسب ما يرتبه لهم النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن كي يبقى عالقاً في أذهانهم ما لاحظوه وما شاهدوه من مكان وزمان الكثير من الآيات والسور، وقد نقل ذلك عنهم تلامذتهم من التابعين.

فقد نقل الإمام السيوطي في كتابه الاتقان: عن القاضي أبو بكر الباقلاني “إنَّما يرجع في معرفة المكي والمدني إلى حفظ الصحابة التابعين، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قول، لأنَّه لم يؤمر به، ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة وإن وجب في بعضه على أهل العلم معرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ، فقد يُعرف ذلك بغير نص الرسول صلى الله عليه وسلم ” (الاتقان في علوم القرآن 1-24)

الطرق التي يُعرف فيها المكي والمدني من القرآن.

وقد لاحظ علماء هذا الفن أنَّ معرفة المدني والمكي من سور القرآن يمكن أن يكون من طريقين: قياسي وسماعي.

السماعي النقلي : هو ما وصل إلينا الخبر في نزوله في المدينة أو مكة، بعد الهجرة أو قبل الهجرة، وقد عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلَّم قد أظهروا اهتماما في هذا الجانب من تاريخ القرآن الكريم، وقد ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى أثرًا، عن عبدالله بن عباس أنَّه قال ” كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، فأسألهم عن مغازي رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم وما نزل من القرآن في ذلك، وكنت لا آتي أحدًا منهم الا سُر باتياني لقربي من رسول الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم.
فجعلت أسأل أًبي بن كعب يومًا، وكان من الراسخين في العلم، عما نزل من القرآن بالمدينة، فقال نزل بها سبع وعشرون سورة، وسائرها بمكة” (الطبقات الكبرى – 2/372)

القياسي: وهومنهج يغلب عليه الاجتهاد والاستنباط وهذا الاسلوب يعتمد على بعض الضوابط التي اُستخلصت من الروايات المنقولة عن عدد كبير من الصَّحابة والتابعين في بيان خصائص السور المدنية والمكية، فمنها:

  • ذكر الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن : عن عبدالله بن بن مسعود رضي الله عنه قال: كل شيء في القرآن ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ﴾ اُنزل بمكة، وكل شيء في القرآن ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَأمَنُوا۟ ﴾ أنزل بالمدينة” (البرهان في علوم القرآن -1/189)
  • السور المدنية نزل أكثرها في الاحكام الشرعية، وذكر المنافقين، ومحاججة اليهود، والجواب عن الفتوى في مسائل، وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وأمَّا المكي، نزل أكثرها في الرد على المشركين، وإثبات وترسيخ العقائد، وقصص الأنبياء والمرسلين. (التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي- 1/8)
  • يغلب على الآيات المكية القِصر وقوَّة العبارة، ويكثر فيه الآيات التي يكون فيها الرَّدع والزَّجر وتستفتح بالأحرف المقطعة، إلّا البقرة وآل عمران، والسور المدنية تتكلم عن آيات الجهاد، والتشريع والفرائض والنظم السياسية والإدارية والدولية، وهي آيات طويلة وهادئة لأنَّها تخاطب المؤمنين الصادقين.

شارك المقالة: