اقرأ في هذا المقال
المحكم لغة : هي كلمة تستعمل بمعنى الإتقان والمنع .
يُقال : أحكم الأمر: أي أتقنه، وُيقال، أحكم الرأي: أي منعه من الفساد، وكلمة الحَكَمَة: هو ما يُحاط بحنك الفرس من لجام لكي تمنعه من الجركة والإضطراب.
وكتاب الله الكريم، بهذا المعنى اللغوي كلّه محكم: وتعني متقن ممتنع عن الخلل والنقص، لا يأتيه الباطل ﴿الۤرۚ كِتَـٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِیمٍ خَبِیرٍ﴾ [هود ١]
المحكم في الاصطلاح: هو ما دلَّ معناه بوضوح لا خفاء فيه ولا يحتمل أكثر من وجه من الوجوه إلَّا وجهاً واحداً من التأويل، وبمعنى آخر ما كانت دلالته وتفسيرة راجحه، وتكون ظاهرة في معناها وراجحة في تفسيرها.
والدليل قوله تعالى ﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ ﴾ [آل عمران ٧] الظاهر لغة: هو الواضح، واصطلاحاً: هو الذي ظهره في مرداه في نفسه من غير توقف على أمر خارجي؛ فقد قال تعالى : ﴿ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَیۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا ﴾ [البقرة ٢٧٥] فالكلمة أحلَّ الله البيع وحرَّم الرِّبا تدلان على أنَّ الرِّبا حرام والبيع حلال بدون الاحتياج إلى قرينة تدل على ذلك، والظاهر لا يراد به المقصود الأصلي من سياق الآية التي وردت؛ وهو نفي المماثلة بين البيع والرِّبا والتي جاءت في الرَّدِّ على المشركين الذي قالوا ﴿ بِأَنَّهُمۡ قَالُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡبَیۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰا۟ۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَیۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا ﴾ [البقرة ٢٧٥]
وكلمة النَّص: هو ما يدل بنفس اللفظة وصيغته على المعنى، من غير الوقوف على أمر خارج النص، وذلك مثال قوله تعالى : ﴿ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَیۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا ﴾ [البقرة ٢٧٥]، فظاهر النص التفرقة بين البيع والرِّبا وهذا هو المعنى المقصود الأصلي من الآية، والواضح أنَّ هذا النص أظهر في الدلالة على المعنى المقصود ، وعند حصول التعارض نرجِّح النص على الظاهر كما يقول علماء الأصول.
المتشابه لغة : تعني التماثل، يقال اشتبهت الأمور، أي تماثلت ومتشابهة، ويقال: شابهه: أي ماثله إلى درجة الالتباس بينهما.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز ﴿ وَأُتُوا۟ بِهِۦ مُتَشَـٰبِهࣰاۖ وَلَهُمۡ فِیهَاۤ أَزۡوَ ٰجࣱ مُّطَهَّرَةࣱۖ وَهُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ﴾ [البقرة ٢٥] وتعني: متماثل في الحجم والشكل، ولكنَّه مختلف في الطَّعم .
والقرآن في هذا المعنى: محكم جلُّه، ولكن بعضه متشابه، والدليل قوله تعالى ﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ ﴾ [آل عمران ٧]
والمتشابه في الاصطلاح: هو ما كانت دلالته غير واضحه، ويحتاج إلى بيان، فتارة يظهر بكذا، وتارة بكذا وذلك لحصول الاختلاف في تأويله .