تعريف النسخ في القرآن و جوازه

اقرأ في هذا المقال


تعريف النسخ

معنى النسخ لغة: يتم إطلاق كلمة النسخ على نقل الأمر وتحويله من حالة إلى حالة مع بقاء الشي والحالة في نفسه.

ويقال: نسخت الكتاب – أي نقلت ما فيه – وقد جاءت هذه الكلمة في كتاب الله قال تعالى ﴿هَـٰذَا كِتَـٰبُنَا یَنطِقُ عَلَیۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [الجاثية ٢٩] ومعنى نستنسخ – أي ننقل أعمالكم إلى الصحف، ومن الصُّحف إلى غيرها .

المعنى الثاني الإزالة: وتعني الرَّفع وإزالته، وتقال في كلمة: نسخت الشمس الظل (إذ أزالت الشمس الظل) يقول تعالى ﴿ فَیَنسَخُ ٱللَّهُ مَا یُلۡقِی ٱلشَّیۡطَـٰنُ ثُمَّ یُحۡكِمُ ٱللَّهُ ءَایَـٰتِهِ ﴾ [الحج ٥٢] ومعنى الآية : أنَّ الله يزيل ويرفع الوسواس وتزييفه.

اصطلاحا: قد عرف علماء الأصول، والفقهاء، موضوع النسخ بعبارات منها: أن يرفع الشارع حكم شرعي بنص ودليل شرعي آخرمتأخرعنه، مع رفع حكم السابق بالثابت آخراً.
وهذا التعريف يشمل النسخ الذي وقع في القرآن والسُّنة، وخلاصته رفع الحكم الثابت في الكتاب والسنَّة، أو رفع تلاوة النّص مع الحكم الثابت معاً.

جواز النسخ

أجمع أهل العلم على جواز النسخ مطلقاً، وعندهم الكثير من الأدلة من النقل والعقل:

  • النقل فما جاء في قوله تعالى ﴿۞ مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَایَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَیۡرࣲ مِّنۡهَاۤ أَوۡ مِثۡلِهَاۤۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾ [البقرة ١٠٦

وكلمة نٌنسها: تعني : نمحها، وهي للرد على من أنكر النسخ.

وما جاء في قوله تعالى ﴿وَإِذَا بَدَّلۡنَاۤ ءَایَةࣰ مَّكَانَ ءَایَةࣲ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا یُنَزِّلُ قَالُوۤا۟ إِنَّمَاۤ أَنتَ مُفۡتَرِۭۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [النحل ١٠١] وكلمة التبديل تعني: هو رفع للأصل وإثباتُ لبدل، وهذا المعنى يأتي بمعنى النسخ، والآية فيها صراحة واضحة في جواز النسخ، وفي الآية ترد على من يتهم النبي صلى الله عليه بالكذب، بسبب وقوع النسخ في شرعه.

  • العقل: فالعقل لا يمنع جواز النسخ بل من مقتضيات العقل، وذلك لأنّ الله تعالى هو المشرِّع ومن مقتضيات الشرع تحقيق مصالح العباد، وقد تختلف من وقت باختلاف الزّمان، فيأتي الحكم الشرعي موافق للزمان الذي نزل به، والعقل لا يمنع ذلك.

أهميَّة النسخ

من الأدلة على أهمية النسخ اهتمام واعتناء العلماء به وقيامهم بتأليف الكتب فيه ومنها :

قتادة بن دعامه السدوسي، وهومن التابعين توفي سنة (188 هــ) ومنهم أبو عبيد القاسم بن سلام، ومنهم أبو داود السجستاني، وابن العربي المالكي مؤلف كتاب (أحكام القرآن )  


شارك المقالة: