امرأة تطلب إعدام المنهزمين المسلمين في غزوة حنين:
والعجيب أنّ الحماس والثبات والإخلاص عند النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعامل الغضب على المسلمين المنهزمين المغلوبين قد بلغ بإحدى نساء الأنصار، اللواتي ثبتن مع النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة الهزيمة، وهي الصحابية الجليلة أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها، التي قد طلبت من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن ينفذ حكم الإعدام في الذين فروا من الصحابة عند المواجهة الأولى يوم واقعة حنين.
فقد ذكر المؤرخون أن الصحابية أم سليم كانت مع زوجها أبي طلحة، وهي حامل بابنها عبد الله، وهي حازمة وسطها، ومعها جمل أبي طلحة، وقد خشيت أن يعزها الجمل، فأدنت رأسه منها، فأدخلت يدها في خزامته مع الخطام، فقال لها نبي الله صلى الله عليه وسلم: “أم سليم؟ قالت: نعم بأبي أنت وأمي يا نبي الله عليه افضل الصلاة والسلام، أرأيت هؤلاء الذين أسلموك وفروا عنك وخذلوك ، لا تعف عنهم إذا أمكنك الله منهم ، فاقتلهم كما تقتل هؤلاء المشركين”.
وفي رواية: “اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك، كما تقتل الذين يقاتلونك، فإنهم لذلك أهل، فقال نبي الله الشريف صلى الله عليه وسلم: يا أم سليم قد كفى الله، عافية الله أوسع”.
قالوا: “ومعها خنجر، فقال لها أبو طلحة: ما هذا الخنجر معك يا أم سليم ؟ قالت: خنجر أخذته، إن دنا مني أحد المشركين بعجنه به، قال يقول : أبو طلحة: ألا تسمع یا نبي الله الكريم صلى الله عليه وسلم ما تقول الرميصاء”.
كما طالبت امرأة أخرى بإعدام المنهزمين من المسلمين وهي الصحابية الجليلة أم الحارث الأنصارية، فقد روى الواقدي فقال: “وكانت أم الحارث الأنصارية أخذت بخطام جمل أبي الحارث زوجها، وكان جمله يسمى المجسار فقالت: يا حار، تترك نبي الله الكريم صلى الله عليه وسلم فأخذت بخطام الجمل، والجمل يريد أن يلحق بألافه، والناس يولون منهزمين مغلوبين من المعركة، وهي لا تفارقه، فقالت: أم الحارث: فمر في عمر ابن الخطاب ( وكان ممن ثبت ) فقالت أم الحارث: يا عمر ، ما هذا ، فقال عمر: أمر الله . وجعلت أم الحارث تقول: يا نبي الله، من جاوز بعیری فاقتله، والله إن رأيت كاليوم ما صنع هؤلاء القوم بنا تعني بني سليم وأهل مكة الذين انهزموا بالناس “.