بهز بن أسد والرواية

اقرأ في هذا المقال



لقدْ مرَّ الحديثُ النَّبويًّ الشَّريفُ بمراحِلَ تطَوُّرٍ منْ زَمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى زَمَنِنا الحاضِرِ، وذلِكَ لأهميَّتِهِ الكبيرَةِ في بيانِ الشَّرعِ والتَّشْريعِ بعدَ القُرآنِ الكَريمِ، ولقدْ كانَ الصَّحابَةُ على دِرايَةٍ بأهميَّتِه، فأخَذُوا على عاتِقِهم حملَهُ ونقْلَهُ إلى كلِّ منْ جاءِ بعدَهمْ ليتَّصِلَ سندُ الحديثِ إلى عصورِ التَّدوينِ في الكُتُبِ والمُصَنَّفاتِ، ولقدْ كانَ لأتْباعِ التَّابعينَ الفضْلُ في النَّقلِ والتَّدوينَ بما أخّذوه من الحديثَ منَ التَّابعينَ، ولا زِلْنا في سيرِهمْ نبْحُث عنْهُمْ حتَّى وَصَلْنا إلى راوٍ منْهُم، إنَّهُ بهْزُ بنُ أسَدٍ، فتعالوا مَعنا نقْرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن بهز بن أسد:

هوَ: الرَّاوي المُحُدِّثُ،أبو الأسوَدِ، بَهْزُ بنُ أسَدٍ العَمِيُّ البَصْرِيُّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهْلِ البَصْرَةِ بالعِراقِ، ولهُ منَ الأخوَةِ المُحَدِّثينَ مُعلَّى بنُ أسدٍ، أدْرَكَ كثيراً منَ التَّابعينَ وروَى الحديثَ عنْهُم، وكانَ منْ عُلماءِ البَصْرَةِ الّذينَ عُرِفوا بالإتْقانِ والتَّثَبُّتِ منَ الرِّوايَةِ، وكانتْ وفاتُهُ في البَصْرَةِ في ما بعدَ المائَةِ الثَّانِيَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ يرْحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديث:

كانَ الرَّاوِي المُحَدِّثُ بَهْزُ بنُ أسَدٍ منْ رواةِ الحديثِ منْ جيلِ أتْباعِ التَّابعينَ وقدْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ كثيرٍ منَ الرُّواةِ منْ أمْثالِ: شُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ وهمَّامُ بنُ يحْيَى العوْذِيِّ وسُليمانَ بنِ المُغيرَةِ وحمَّادِ بنِ سَلَمَةَ ووُهيْبِ بنِ خالِدٍ البّاهِلِيِّ وعُمَرَ بنِ أبِي زائِدَةَ وأبي بكرٍ النَّهْشَلِيِّ وسَلِيمِ بنِ حيَّانَ ويزيدَ بنِ زُرَيْعٍ وجريرِ بنِ حازِمٍ وغيرِهم كثيرٌ يرْحَمُهُمُ اللهُ.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ بَهْزِ بنِ أسَدٍ فَمِنْهُمْ: عبدُ الرَّحمنِ العَبْدِيُّ وأحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ ويَعْقوبُ بنُ إبراهيمَ بنِ كَثيرٍ وعبدُ اللهِ بنُ هاشِمٍ العَبْدِيُّ وعبدُ الرَّحمنِ بنِ بِشْرٍ العَبْدِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ حاتِمٍ البَغْدادِيُّ وقُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ ومُحَمَّدُ بنُ بشَّارٍ وغيرهم يرحًمُهُمُ الله.

من رواية بهز بن أسد للحديث:

مِمَّا وَرَدَ منْ روايَةِ الحديثِ منْ طريقِ بَهزِ بنِ أسَدٍ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مُِسلِم بنُ الحَجَّاجِ يرْحَمُهُ اللهُ في صَحِيحِهِ في كِتابِ البُيوعِ: (( وحدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ هاشِمٍ، حدَّثَنا بَهْزٌ، حدَّثَنا سَليمُ بنُ حيَّانَ، حدَّثَنا سعيدُ بنُ ميناءَ، عنْ جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ، قالَ: نَهَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ عنِ المُزَابَنةِ، والمُحاقَلَةِ، والمُخابَرَةِ، وعنْ بيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى تُشْقِحَ. قالَ: قُلْتُ لِسَعيدٍ: ما تُشْقِحُ؟ قالَ: تَحْمَارُّ، وتَصْفَارُّ، ويُؤْكَلُ منْها )) رقمُ الحديثِ 1536/84.


شارك المقالة: