بيان بن بشر والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان للحديثِ النَّبويِّ عندَ أُمَّةِ الإسلامِ أهميَّةٌ عظيمةٌ دَعَتْ علماءَ الأمّةِ إلى بذْلِ المَجْهودِ في إيصالَ هذا العلم بالنَّقلِ منْ جيلٍ إلى جيلٍ، إبتداءً منْ عصرِ الصّحابَة رضوانُ اللهِ عَليهمُ الثِّقات الّذين كانوا باب النَّقل الأوَّلِ للحديثِ إلى التّابعينَ، وبرَزَ منَ التَّابعينَ من اشتغلوا في علمِ الرِّوايَةِ ولا تزالُ أسماؤهم مُدُوَّنَةً في كتب الحديثِ النَّبويِّ، وما زلنا متوقِّفين في مرحلة من مراحل رحلتنا في الرّواية في ديارِ التّابعينَ منْ لازموا صحابةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّلمَ، ونتوقف عندَ راوٍ منْهم، إنَّه بيان بنُ بِشْرٍ الأحْمَسيُّ فتعالوا نقرأ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن بيان بن بشر:

هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو بشْرٍ الكُوفيُّ، بيانُ بنُ بِشْرٍ الأحْمَسيُّ، من رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف، أدرك منْ جيلِ الصّحابة أنسِ بنِ مالكَ وروى عنه، كانَ يسكُنُ الكُوفَةَ بالعراقِ، وكانَ منْ علمائِها المعروفينَ بالعلم والحديث، ولم يورِدِ المؤَرَخين عن تارِيخِ وفاتِه رَحِمَه الله.

روايته للحديث:

كان بَيانُ بنُ بِشْرٍ الأحمسيُّ من رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف، وقدْ روى الحديثَ عنْ أنسِ بنِ مالكَ من الصَّحابّةِ رضوانُ اللهِ عليهِمْ، كما روى عنْ جملَةٍ منَ التّابعينَ منْ أمثالِ: عامرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرٍ وعبدِ الرَّحمنِ بنِ الأسودِ وقيس بن أبي حازِمٍ وموسى بنِ طَلحَةَ وإسْحاقَ الشَّيْبانِيِّ وطَلحَةِ بنِ مُصَرِّفٍ وإبراهيمَ التَّيْمِيِّ وغيرِهم يرحمُهمُ الله.
أمّا منْ روى الحديثَ منْ طريقِ بيانِ بنِ بشرٍ الأحْمَسيُّ فهمْ كثيرٌ منْهُم: إسماعيلُ بنُ أبي خالِدٍ وزهيرُ بن معاويّةَ وسُفيانُ الثَّوْريُّ وشريكُ بن عبدِ اللهِ وسُفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ والفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ وغيرِهم يرحمهمُ الله، كما كانَ منْ أهلَ الثِّقَة في الرّوايَة وحديثُهُ عندَ جماعَةِ الحديثِ.

من رواية بيان بن بشر للحديث:

ممّا ورَدَ منْ روايَةِ الحديثِ منْ طريقِ بيانِ بنِ بشْرٍ الأحْمَسيِّ ما أوردَه الإمامُ البخاريُّ رحِمهُ الله في الصَّحيحِ: (( حدَّثَنا عَبْدَةُ بنُ عبدِ اللهِ، حدَّثنا حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، عنْ زائِدَةَ، حدَّثنا بيانُ بنٌ بِشْرٍ، عنْ قيسِ بنِ أَبي حازِمٍ، حدَّثنا جريرٌ قالَ: خَرَجَ عَلَيْنا رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لَيْلَةَ البَدْرِ، فقالَ: ( إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يومَ القِيامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هذا، لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ ). من كتابِ التَّوحيدِ، رفمُ الحديثِ7436 )).


شارك المقالة: