جبير بن نفير والرّواية

اقرأ في هذا المقال


لا زلنا نقرأ في سيَرِ التّابعين الخِيرَة بعد صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ذلك الجيل الّذي حمل أمانةَ نقل الحديث وروايته للأجيال من بعدِهم، ذلك الجيل الّذي حمل في طيّاته المحدّثين من أمثال الزّهريّ وسعيد بن المسيّب وأوَيس القَرنيّ وغيرهم، ونحن نجوب في طيّات بطون كتب الحديث قرأنا عن راوٍِ منهم كان له فضل كبيرٌ في رواية الحديث، دعونا نتوقف مع سيرة الرّاوي جُبَير بن نُفَيْر فتعالوا معنا في سيرته العطرة.

نبذة عن جبير

هو التّابعيّ الجليل، أبو عبدالرّحمن، جًبَيْر بنُ نُفَيْر بن مالك، من المخضرمين الّذين عاصروا النّبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يرَوْه لبعده في اليمن، وكان والده من رواة الحديث من الصّحابة رضوان الله عليهم، جاء للمدينة في خلافة أبي بكر الصّديق ورحل بعدها إلى الشّام فاشتغل بالعلم ورواية الحديث حتىى أصبح من المعدودين الأخيار في الرّواية، وقد عمّر جُبَير بن نُفَير فعاش ما يزيد عن مائة وعشرين عاماً وكانت وفاته سنة ثمانين للهجرة.

روايته للحديث

كان جُبَيْر بن نُفَيْر من الرّواة التّابعين الّذين رووا الحديث النّبويّ عن عدد من الصّحابة كالصّدّيق أبي بكر والفاروق عمر بن الخطّاب وعبادة بن الصّامت وأبي هريرة وأمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنهم كما روى عن الرّواة المخضرمين كأبي مسلم الخولاني رحمه الله، وروى من طريقه الحديث كثير من أمثال:خالد بن مَعْدان وربيعة بن يزيد وولدِه عبدالرّحمن رحمهم الله ووثّقه كثير من أهل الحديث وروى له معظم أصحاب الحديث كالبخاريّ ومسلم وغيرهم.

من رواية جبير للحديث

ممّا ورد في رواية جُبَير بن نُفَير ما أورده الإمام مسلم في صحيحة : (( عن جُبَير بن نُفَير عن النّواس بن سَمْعان قال: ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الدّجال ذات غَداةٍ فخَفَّضَ فيهِ ورَفَّعَ حتّى ضَنَنَّاه في طائِفَةِ النَّخلِ فلمّا رحنا إليه عرّف ذلك فينا، فقال: (ما شأنُكُمْ؟)، قلنا يارسول الله! ذَكَرْتَ الدّجالَ غداةً فخَفَّضْت فيه ورَفّعْتَ حتى ضَنَنّاه في طائفة النّخلِ فقالب: ( غيرُ الدّجالِ أخْوَفُنِي عليكُمْ،إنْ يَخرجْ وأنا فيكُمْ فأنا حَجِيجُهُ دونَكُمْ، وإنْ يَخْرجْ ولسْتُ فيكمْ فَامْرُؤٌ حَجيجَ نَفْسِهِ والله خَليفَتي على كلِّ مسلم) إلخ الحديث)) من كتاب الفتن، رقم الحديث2937.

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيالبداية والنهاية لابن كثير الدّمشقيصحيح مسلم للإمام مسلم


شارك المقالة: